طبقا لإحصائيات الامم المتحدة وجد ان ما يخص المواطن من المساحات الخضراء في المملكة المتحدة (24) متر مربع وفي روسيا (20)متر مربع وفي الولايات المتحدة (18) متر مربع بينما مايخص المواطن المصري التي تتناقص عاما بعد عام قدرة بمساحة (2) سم مربع لنفس العام.
إنّ الدعوة إلى زراعة الحدائق والمتنزهات وحتى أسطح المنازل والمدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية أمر يستحق الاهتمام لما يحققه من أهداف بيئية وصحية وزراعية واجتماعية تنموية وأهداف اقتصادية.
فالأهداف البيئية: ظاهرة الاحتباس الحراري وهو ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في بيئة الأرض التي نعيش فيها نتيجة تغيير في سريان الطاقة الحرارية بين الأرض والغلاف الجوي المحيط بالأرض وهو ما أصبح واضحاً بعد الثورة الصناعية والتي أدت إلى ارتفاع درجات حرارة الأرض عن معدلها الطبيعي ما بين 0.4-0.8 درجة مئوية وارتفاع مستوى المياه في البحار من 0.3-0.7 قدم خلال القرن الماضي حسب تقرير اللجنة الدولية لتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة. ومن مؤشرات حدوث هذه الظاهرة:
احتواء الجو حالياً على 380 جزءاً بالمليون من غاز ثاني اوكسيد الكربون الذي يعتبر الغاز الأساس المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري مقارنة بنسبة الـ 275 جزءاً بالمليون التي كانت موجودة في الجو قبل الثورة الصناعية ، من هنا نلاحظ أنّ مقدار تركيز ثاني اوكسيد الكربون في الغلاف الجوي أصبح أعلى بحوالي أكثر من 30% بقليل عما كان عليه تركيزه من قبل.
* زيادة تركيز الميثان إلى ضعف مقدار تركيزه قبل الثورة الصناعية.
* زيادة الكلوروفلوروكربون بمقدار 4 % سنوياً.
* أصبح تركيز اوكسيد النيتروز في الهواء الجوي أعلى بحوالي 18 % عن تركيزه قبل الثورة الصناعية حسب آخر البيانات لصحفية لمنظمة الأرصاد العالمية.
كل هذه المؤشرات تقول أنّ العالم في خطر ويحتاج إلى تكاتف الجهود لتلافي هذه الأخطار أو التقليل من آثارها الضارة على بيئة الأرض والبشر الذين يعيشون عليها.
وتعتبر النباتات من أهم وسائل العلاج لخفض نسبة ثاني اوكسيد الكربون بالجو والذي تستخدمه النباتات في التمثيل الضوئي اللازم لنموها وتنتج ما يقابله من غاز الأوكسجين الذي هو إكسير الحياة.
ومن هنا يكمن الاهتمام العالمي بمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال زيادة المساحات المزروعة على أسطح المباني والذي تتناقله الأخبار في كل مكان.
إنّ زراعة المنازل والمدارس والمباني الحكومية تقلل من ظاهرة الاحتباس الحراري الذي يحيط بكوكب الأرض ومنها المدن التي نعيش فيها ، وهو ما جعل دولاً تنعم في الخضرة والنماء لكثرة الأمطار المتساقطة عليها مثل ألمانيا وفرنسا تقوم بزراعة أسطح مبانيها لتعظيم الاستفادة منها وتحويلها إلى أماكن خضراء تسهم في التقليل من خطر الاحتباس الحراري ففي ألمانيا تم زراعة مساحات كبيرة من أسطح مبانيها الحكومية بلغ حوالي 14 مليون متر مربع عام 2007 أي ما يعادل حوالي 3333 فداناً أضيفت إلى المساحة المزروعة هناك. وتقوم بلدية بباريس في فرنسا بوضع خطة للوصول إلى زراعة مليون متر مربع على أسطح مبانيها الحكومية حتى عام 2012 ، حققت منها حتى الآن 65 ألف متر مربع بعد الانتهاء من زراعة أسطح وزارة المالية. وهناك دول أخرى تعمل في هذا المجال لتخفيف حدة الاحتباس الحراري.
والأهداف الصحية: تأتي من زيادة المساحة الخضراء في المدن وإضافة رئة طبيعية لتنقية الهواء من ملوثات الجو حيث يمكن لكل 20 متراً مربعاً مزروعة من السطح أن تزيل حوالي 100 جم من الملوثات الموجودة في الهواء الجوي سنوياً ، مما ينقي هواء المدن ويقلل الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي ، كما تؤدي زراعة الأسطح إلى زيادة نسبة الأوكسجين وتقليل نسبة ثاني اوكسيد الكارتون ، حيث أنّ زراعة متر ونصف مربع من السطح تؤدي إلى إنتاج كمية أوكسجين تكفي لتغطية الاحتياجات التنفسية لشخص واحد لمدة عام كامل ، هذا بالإضافة إلى الحصول على غذاء صحي آمن.
والأهداف الزراعية: تتحقق من استغلال أماكن غير مستغلة وغير ذات قيمة من الناحية الزراعية والاستفادة منها في الإنتاج الزراعي ، إنتاج بعض الاحتياجات الغذائية من الخضر ونباتات الزينة التصديرية في قلب المدن المكتظة بالسكان ، زيادة مساحة الأراضي التي يمكن استغلالها زراعياً وذلك بتوفير المساحات التي تزرع بالخضر ونباتات الزينة وزراعتها بالمحاصيل الإستراتيجية مثل القمح والذرة والمحاصيل الزيتية.
أمّا الأهداف الاجتماعية والتنموية: فتتمثل في إيجاد فرص عمل للشباب وربات البيوت كمشروعات زراعية صغيرة حيث يمكن دخول بعض أصحاب الحرف في تصنيع بعض النماذج الجديدة والمبتكرة التي تستخدم في الزراعة بدون تربة على أسطح المنازل والمؤسسات التعليمية وفي الشرفات إلى جانب ظهور صناعة جديدة خاصة بأسمدة المزارع اللاارضية. ومن ضمن هذه الأهداف توطيد العلاقات بين السكان والترابط بين سكان العمارات المتجاورة من خلال التعاون والتشاور في كيفية استغلال الأسطح في الزراعة ، وكذلك التبادل السلعي والتجاري التكاملي فيما بينهم لما ينتجونه من محاصيل.
كما أنّ موضوع زراعة أسطح المنازل يهيئ عمل وتصميم ما يمكن تسميته حدائق الأسطح ، حيث يمكن عمل برجولات تمتد عليها نباتات الزينة لتجميل الأسطح وجذب السكان إلى الأسطح وتحويلها إلى منتديات يمكن أن تكون مكاناً للتعارف بين سكان العمارات وبعضهم ، وكذلك تعمل للحفاظ على المتغيرات المناخية والأشعة فوق البنفسجية المؤثرة على سكان الطوابق العليا.
وأخيراً فإنه لا يمكن تحقيق كل هذه الأهداف بدون جدوى وأهداف اقتصادية والتي تظهر من العائد المادي الذي يمكن أن تدره هذه المشروعات على أصحابها وعلى الدخل القومي من خلال الإنتاج المرتفع من وحدة المساحة المزروعة.
طبقاً لإحصائيات الأمم المتحدة لعام 1980 وجد أنّ ما يخص المواطن من المساحات الخضراء في المملكة المتحدة 24 م2 وفي الاتحاد السوفيتي 20 م2 وفي الولايات المتحدة 18 م2 وهذا لا وجه بينه وبين المقارنة مع المساحة الخضراء التي تخص المواطن والتي تتناقص عاماً بعد عام والتي قدرت بمساحة 2 م2 لنفس العام في مصر ونعتقد أنّ هذه المساحة أقل من ذلك في العراق.
فالخضرة تؤدي إلى حماية البيئة من التلوث مما يؤثر على الناحية الصحية للمواطنين وكذلك توفير التظليل ورفع رطوبة الجو وتنقيته ، وتقليل الضوضاء وتعديل الحرارة بجانب أنها تؤدي وظائف تخطيطية حيث تعمل على تحديد المدن السكنية والفصل بين المرافق المختلفة بجانب تجميل وتنسيق الميادين وكذلك مناطق الراحة والمصحات وغير ذلك.
وتعد الفضاءات على مستوى مركز المدينة فريدة من نوعها من حيث كونها تعكس مدى تحضر الإنسان ومدى تقدم البلد وكذلك مدى التطور الاجتماعي وتصنيف الفضاءات المفتوحة والتي تخدم حماية البيئة إلى أربعة أنواع على أساس الوظيفة التي تقوم بها:
الفضاءات المفتوحة الإنتاجية: تتمثل بالحقول والبساتين (لأشجار الفاكهة والخضروات) والغابات والمشاتل.
الفضاءات المفتوحة للحماية والوقاية: متمثلة بتشجير أرصفة الشوارع وممرات المشاة وأحزمة الوقاية الصحية حول المناطق الصناعية.
الفضاءات المفتوحة للأغراض الجمالية والتزيينية: متمثلة بتشجير الساحات والشوارع والجزرات الوسطية.
الفضاءات المفتوحة الترفيهية: متمثلة بتشجير المتنزهات أو الحدائق العامة والملاعب الخضراء.
وبالنسبة لأنواع النباتات فهي كثيرة جداً ويمكن تقسيمها بالنسبة لنباتات الزينة إلى أشجار وشجيرات ونباتات حولية ونباتات معمرة ونباتات اسيجة ومتسلقات وأبصال الزينة الصيفية والشتوية ونباتات المسطحات الخضراء (الثيل) والنباتات الشوكية والعصارية والنباتات المائية والنصف مائية ومجموعة نباتات التنسيق الداخلي وكذلك مجموعة نخيل الزينة بأنواعها المختلفة.
وبالنسبة لأنواع النباتات فهي كثيرة جداً ويمكن تقسيمها بالنسبة لنباتات الزينة إلى أشجار وشجيرات ونباتات حولية ونباتات معمرة ونباتات اسيجة ومتسلقات وأبصال الزينة الصيفية والشتوية ونباتات المسطحات الخضراء (الثيل) والنباتات الشوكية والعصارية والنباتات المائية والنصف مائية ومجموعة نباتات التنسيق الداخلي وكذلك مجموعة نخيل الزينة بأنواعها المختلفة.
جمع و اعداد
د/ عبد العليم سعد سليمان دسوقي
قسم وقاية النبات – كلية الزراعة – جامعة سوهاج
رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمحافظة سوهاج- مصر
التعليقات