كتبت :- سميرة عبد المنعم
يخبر تعالى في كتابه الكريم عن قصه يوسف مع امرأة العزيز التى كان فى بيتها وقد أوصاها زوجها بإكرامه ( و راودته التى هو فى بيتها عن نفسه و غلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربى أحسن مثواى إنه لا يفلح الظالمون) (يوسف:23) أى حاولته عن نفسه ودعته لنفسها و ذلك أنها أحبته حبا شديدا فإمتنع أشد الامتناع ( قال معاذ الله إنه ربى أحسن مثواى) أى بعلك سيدى أحسن إلى فلا أقابله بالفحشاء فى أهله.
(و لقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء و الفحشاء إنه من عبادات المخلصين )( يوسف:24) قيل المراد خطرات حديث النفس كقوله صلى الله عليه وسلم ( يقول تعالى: إذ هم عبدى بحسنه فأكتبوها له حسنه. . . .إلى أخر الحديث) وأما البرهان الذى رآه ففيه أقوال والصواب أن يقال أنه رأى آيه من آيات الله تزجره عما كان هم به.
(و استبقا الباب و قد قميصه من دبر وألفيا سيدها لدا الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم)(يوسف:25) يخبر تعالى عن حالهما يوسف هارب والمرأة تطلبه فلحقته فأمسكت بقميصه من ورائه فقدته فألفيا زوجها، فعند ذلك خرجت مما هى فيه بمكرها وقالت (ما جزاء من أراد بأهلك سوءا) فعند ذلك انتصر يوسف بالحق وتبرأ مما رمته به من الخيانه.
( وقال نسوه فى المدينه امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها فى ضلال مبين.فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئا وأتت كل واحده منهن سكينا وقالت أخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن و قلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم)(يوسف:30-31) شاع الخبر فى مصر حتى تحدث به نساء الكبراء،قال بن إسحاق: بلغهن حسن يوسف فأحببن أن يرينه،فقلنا ذلك ليتوصلن إلى رؤيته،فعند ذلك دعتهن لمنزلها لتضيفهن- و كان هذا مكيده منهالمقابله احتيالهن على رؤيته-ثم بعثت إليه تأمره بالخروج، فأعظمن شأنه وجعلن يقطعن أيديهن دهشة فقالت:أنتن من نظره واحده فعلتن هذا(فذالكن الذى لمتننى فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم)( يوسف:32) قال بعضهم لما رأين جماله أخبرتهن بصفاته وهى العفه مع الجمال،ثم قالت تتوعده (ولئن لم يفعل ما أمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين) هنا استعاذ يوسف من كيدهن و اختار السجن و هذا غايه مقامات الكمال أنه مع شبابه و جماله وكماله تدعوه سيدته وهى فى غايه الجمال والمال والرياسه ويمتنع خوفا من الله.ثبت فى الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -قال (سبعه يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله.منهم رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال:إنى أخاف الله ).
التعليقات