^^ “ياأيها الذين آمنوا لاتخونوا الله ورسوله وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ،، واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم” ^^
** نزلت هاتان الآيتان في أبي لبابة بن عبد المنذر ،، رضي الله عنه ،، لما زلت يده بإشارة كان فيها خيانة لله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ،، فما هي قصة أبي لبابة رضي الله عنه ؟؟ ..
وقال البخاري: حدثني عبد الله بن أبي شيبة، حدثنا ابن نمير، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: لما رجع النبي ﷺ من الخندق، ووضع السلاح، واغتسل، أتاه جبريل فقال: قد وضعت السلاح والله ما وضعناه! فاخرج إليهم.
قال: «فإلى أين؟» قال: ها هنا، وأشار إلى بني قريظة. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم..
** ثم قال البخاري عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ يوم الأحزاب: «لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة» فأدرك بعضهم العصر في الطريق ..
** وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بمجالس بينه وبين بني قريظة، فقال: «هل مر بكم أحد؟» فقالوا: مر علينا دحية الكلبي، على بغلة شهباء تحته قطيفة ديباج، فقال: «ذلك جبريل أرسل إلى بني قريظة ليزلزلهم، ويقذف في قلوبهم الرعب»..
** فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم ، خمسة عشر يوما حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ..
** ثم إنهم بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابعث إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر أخا بني عمرو بن عوف، وكانوا حلفاء الأوس نستشيره في أمرنا، فأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم ،، فلما رأوه قام إليه الرجال وجهش إليه النساء والصبيان يبكون في وجهه ،، فرقّ لهم وقالوا يا أبا لبابة: أترى أن ننزل على حكم محمد؟..
قال: نعم، وأشار بيده إلى حلقه أنه الذبح..
** قال أبو لبابة: فوالله ما زالت قدماي من مكانهما حتى عرفت أني قد خنت الله ورسوله، ثم انطلق أبو لبابة على وجهه ،، ولم يأتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ارتبط في المسجد إلى عمود من عمده، وقال: لا أبرح مكاني حتى يتوب الله على ما صنعت ،، وعاهد الله أن لا يطأ بني قريظة أبدا ..
** أقام مرتبطا ست ليال، تأتيه امرأته في وقت كل صلاة، فتحله حتى يتوضأ ويصلي، ثم يرتبط حتى نزلت توبته في قوله تعالى: { وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلا صَالِحا وَآخَرَ سَيِّئا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }..
** وذكر ابن إسحاق: أن الله تعالى أنزل توبته على رسوله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل وهو في بيت أم سلمة، فجعل يبتسم، فسألته أم سلمة فأخبرها بتوبة الله على أبي لبابة، فاستأذنته أن تبشره فأذن لها، فخرجت فبشرته، فثار الناس إليه يبشرونه، وأرادوا أن يحلوه من رباطه، فقال: والله لا يحلني إلا رسول الله ﷺ، فلما خرج رسول الله ﷺ إلى صلاة الفجر حله من رباطه، رضي الله عنه وأرضاه ..
** ثم قال أبو لبابة رضي الله عنه يارسول الله إن من توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب ، وأن أنخلع من مالي كله صدقة إلى الله ورسوله ..
فقال :”يجزئك الثلث أن تصدق به ياأبا لبابة ..
والآية التي نزلت في توبة أبي لبابة رضي الله عنه :”وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم ..
** وإنها لبشارة عظيمة لمن خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً ، أن الله قد فتح له باب التوبة ليتوب،، يشهد لذلك ماصح في الحديث عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :”إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ..
التعليقات