الإثنين - الموافق 22 سبتمبر 2025م

قلق نظام الملالي برمته من خطر سقوط وشيك

في تصريح غير مسبوق أبدى الرئيس السابق لنظام الملالي احمدي نجاد خوفه من «انتهاء عمر النظام» برمته وإزالته قائلا: «حاليا عندما نتصفح أية

صحيفة فنرى كلها سلبية» وعلى مدار الساعة هناك ضربة على رؤوسنا توحي بانه كل شيء مرتبك وكل الأفراد فاسدون ولصوص وكل شيء منهار كأنه ليس هناك عقلية ولا تفكر ولا منطق. حسنا، اذا لم نتمتع برؤية ناتجة فبالتالي سينهي أمرنا أمام هذا الهجمة الشرسة وسنضطر إلى الإستسلام ويجب أن ننام كلنا باتجاه القبلة…» (جانب من كلمة احمدي نجاد أمام تجمع عدد من أساتذة الجامعة- موقع انتخاب الحكومي- 26 كانون الأول/ ديسمبر 2016). وبما ان جميع وسائل الإعلام الحكومية مليئة بأنباء عن الحالات السيئة والفساد المستشري والنهب واسع النطاق في كل مفاصل النظام وبما ان كل الشيء مرتبك في النظام وما يحكمه الرأي العام من هذه الأوضاع هو ان « هؤلاء جميعا فاسدون ولصوص» وكل ذلك يعتبر حقائق لا يمكن إنكارها وتجاهلها أحد حتى خامنئي نفسه، الا ان الأمر الذي يتطلب الدراسة والتأمل هو الخوف الذي كان الرئيس السابق للنظام ابداه ويظهر من خلال أقواله هذه تجاه نهاية النظام وإستسلام الملالي وانبطاح النظام برمته نحو القبلة. وبما ان احمدي نجاد يرسم هذا المصير للنظام بفقدان شيء موهوم اسمه «الرؤية الناتجة» الا ان أبعد من هذه الأقوال والتصريحات هو بعض النماذج والتطورات والذي يؤيد الجزء الثاني من إعترافات احمدي نجاد القاضية بتأثيرات الفساد والظروف السائدة على الحكومة نفسها ومسؤوليها. ويعتبر أحد منها قصة الرواتب الفلكية وهو طبعا لا يكتسي أهمية كبيرة مقارنة بسائر حالات الفساد والنهب في النظام والتي تصل مبالغها إلى آلاف المليارات، الا ان هذا المبلغ الضئيل! والذي يبدو أن يكون مكافحته أمرا أكثر بساطة تكمن في صراع العصابات وأزمة النظام الداخلية وتحول إلى معضل وأزمة مستعصية. وبذلك يتم الإنتباه لمشاكل النظام وأزماته ليس فقط بسبب نفسها ومن أجل معالجتها فحسب بل بسبب مدى فاعليتها في الصراع الدائر بين زمر النظام والتنافس الإنتخابي. ومن الواضح ان أحد الأسباب لهذه الحالة هو إقتراب موعد مهزلة الإنتخابات لانها تعتبر منعطفا مهما لتحديد حصة كل زمرة من كعكعة السلطة والنهب، لذلك تحاول كل زمرة ان تحذف الزمرة المتنافسة من الساحة وتحتفظ بحصة الأسد من الكعكة لنفسها وذلك عن طريق الكشف عن ملفات الإختلاس للطرف الآخر. ولكن ألا تعلم الزمر المتخاصمة بانها وبهذه الطريقة يتوصل الشعب الإيراني جميعا إلى القناعة بان «كلهم فاسدون ولصوص فالوضع سيئ للغاية»؟ وبالتالي انهم يقومون بايجاد ثقب في سفينة النظام التي يركب جميعهم على متنها حسب ما يقولونه أنفسهم؟ ويعرف جميع سلطات النظام هذا المنطق أي «ايجاد الثقب في سفينة النظام» حيث يحذر الجميع من ذلك، كما يعرف الجميع ان «الإحتفاظ بالنظام من أوجب الواجبات» حسب ما قاله خميني الدجال، الا انهم وفي نفس الوقت لم يمتمكنوا من التخلي عن شن هجمات ضد بعضهم بعضا والكشف عن فظائع الطرف الآخر، فكيف يكمن أن يبين ويوضح هذا التناقض؟ ان الدافع الوحيد لدى جميع الزمر وقوات النظام للإحتفاظ بالنظام هو الحصول على المزيد من السلطة والأموال. والمنطق الرائج عبارة عن «اذا لم نقم نحن بإختلاس الأموال فيفعله الآخرون» ويعتبر هؤلاء «الآخرون» متنافسين للطرف الآخر حيث اذا اختلس هؤلاء الأكثر منه فسيحصلون على المزيد من السلطة وفي نهاية المطاف سيقومون بحذف الطرف الآخر. ومن هنا «لم يبق أي دافع لتنفيذ الإصلاحات الإجتماعية» وبالتالي يؤدي ذلك إلى مسلسل من الفساد والإختلاس والمزيد من الأزمات بحيث سيغرق جميع عناصر النظام وزمره. واذا نظرنا إلى الموضوع من زاوية أخرى فنرى ان هذه الحالة هي حصيلة الفساد المستشري في كل مفاصل النظام، الفساد الذي أصبح جزءا من هيكلية النظام وبالمناسبة ان نضالا جادا بوجه هذه الظاهرة سيؤدي إلى تعرض كيان النظام للخطر، فبالتالي لم يبق حل الا ان ينبطح الكل نحو القبلة وينتظرون إسقاط النظام، حسب ما قاله الرئيس السابق للنظام.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك