^^ عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، افْتَقَدَ ثَابِتَ بنَ قَيْسٍ، فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، أَنَا أَعْلَمُ لكَ عِلْمَهُ، فأتَاهُ فَوَجَدَهُ جَالِسًا في بَيْتِهِ، مُنَكِّسًا رَأْسَهُ، فَقالَ: ما شَأْنُكَ؟ فَقالَ: شَرٌّ ،، كانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ، وهو مِن أَهْلِ النَّارِ، فأتَى الرَّجُلُ فأخْبَرَهُ أنَّهُ قالَ كَذَا وكَذَا، فَقالَ مُوسَى بنُ أَنَسٍ: فَرَجَعَ المَرَّةَ الآخِرَةَ ببِشَارَةٍ عَظِيمَةٍ، فَقالَ: اذْهَبْ إلَيْهِ، فَقُلْ له: إنَّكَ لَسْتَ مِن أَهْلِ النَّارِ، ولَكِنْ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ .. صحيح البخاري ..
^^ وقال عطاء الخراساني: حدثتني ابنة ثابت بن قيس قالت: لما نزلت ” يأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ” الآية، دخل أبوها بيته وأغلق عليه بابه، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه يسأله ما خبره، فقال: أنا رجل شديد الصوت، أخاف أن يكون حبط عملي..
فقال عليه السلام: [ لست منهم بل تعيش بخير وتموت بخير ]..
^^ قال: ثم أنزل الله ” إن الله لا يحب كل مختال فخور “.. فأغلق بابه وطفق يبكي، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فأخبره، فقال: يا رسول الله، إني أحب الجمال وأحب أن أسود قومي..
فقال: [ لست منهم بل تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة ]..
قالت: فلما كان يوم اليمامة خرج مع خالد بن الوليد إلى مسيلمة فلما التقوا انكشفوا، فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيقة: ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حفر كل واحد منهما له حفرة فثبتا وقاتلا حتى قتلا، وعلى ثابت يومئذ درع له نفيسة، فمر به رجل من المسلمين فأخذها، فبينا رجل من المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه فقال له: أوصيك بوصية،
فإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه، إني لما قتلت أمس مر بي رجل من المسلمين فأخذ درعي ومنزله في أقصى الناس، وعند خبائه فرس يستن في طوله ،، وقد كفأ على الدرع برمة، وفوق البرمة رحل ،، فأت خالدا فمره أن يبعث إلى درعي فيأخذها ،، وإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم – يعني أبا بكر – فقل له: إن علي من الدين كذا وكذا ،، وفلان من رقيقي عتيق وفلان ،، فأتى الرجل خالدا فأخبره ، فبعث إلى الدرع ، فوجدها كما وصف ،، فأتى بها ،، وحدث أبا بكر برؤياه فأجاز وصيته..
قال: ولا نعلم أحدا أجيزت وصيته بعد موته غير ثابت، رحمه الله ..
التعليقات