محمد زكى
رد أمجد سلفتي، محامي صهر الرئيس المصري الراحل أشرف مروان، على تسريبات إسرائيل حول تجنيدها مروان والحصول من خلاله على معلومات ذهبية خلال حرب أكتوبر.
وقال المحامي إن “إسرائيل ما زالت حتى الآن غير متعايشة مع هزيمتها أمام الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، وتحاول أن تبرر خسارتها من خلال البروباغندا الإعلامية ونشر وثائق ومعلومات بشأن الحرب لمحاولة التقليل من الانتصار المصري في حرب أكتوبر والتشكيك في الرموز المصرية”.
وأضاف أمجد سلفتي في حوار خاص لموقع “القاهرة 24″، أن أشرف مروان لم يكن يعمل أبدا لحساب إسرائيل ولم يعمل لصالح أي دولة سوا مصر فقط، وهو كان بطلا مصريا لعب دورا معينا استخباراتيا وأمنيا، مشيرا إلى أن الرواية المصرية بشأن أشرف مروان هي رواية محافظة ولم تتحدث كثيرًا لأنها مسائل أمنية لها بُعد أمن قومي.
وتابع: “يجب أن نتذكر أن الدولة العبرية لم تتعايش حتى الآن مع هزيمة جيشها أمام الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، وبالنسبة لإسرائيل فإنها ما زالت تعاني من عدم ثقة شعبها في جيشها مثلما كان قبل حرب 1973 وهذه مشكلة كبيرة، أما بالنسبة لتوقيت الإفشاء بهذه المعلومات، فإن تل أبيب تريد أن تعطي أقصى مصداقية للمعلومات وكأنها دولة ديمقراطية ودولة شفافة فهي تتبع أسلوب الإفراج عن أسرار تتعلق بقضايا أمن قومي، لذلك انتظرت مرور 50 عامًا حتى تعطي هذه الرواية بعض المصدقية، وفي الحقيقة كان هناك فرص كثيرة للدولة العبرية لتفرج عن معلومات تتعلق بالدكتور أشرف مروان، وأنه حسب ادعائهم فإنه كان يعمل لصالح الدولة العبرية، مثلًا لجنة أجرانات التي أخذها العدو الصهيوني كلجنة للتحقيق بالفشل الأمني والاستخباراتي الإسرائيلي لماذا لم تتطرق بشكل واضح وتعلن وتفشي للإسرائيليين والرأي العام الإسرائيلي أنها كانت مخترقة الهرم السياسي المصري حتى أعلى درجات الاختراق من خلال الدكتور أشرف مروان الذي كان صهر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ومستشار مهم للرئيس الراحل أنور السادات”.
وأشار: “وكذلك لماذا لم تعطِ معلومات أكثر مما تم التصريح به من خلال الكتاب الذي تحدث عن هذا الموضوع من كاتب إسرائيلي، هذه المعلومات الآن تريد من ورائها إسرائيل ضرب الأسافين بثقة الشعب المصري بجيشه وقيادته وبأن الشعب العربي لا يمتلك العزيمة ولا الإرادة أن ينتصر أو يحارب دولة إسرائيل، في لحظات إسرائيل كدولة في أمس الحاجة أن تستعيد ثقة شعبها وتوحده الآن نتيجة الانقسامات في داخل دولة إسرائيل، انقسامات في الجيش، والأمور التي تتعلق بالقوة الضاربة لإسرائيل، ولذلك تريد أن تبدأ هجومًا إعلاميًا يعزز ثقة المواطن الإسرائيلي في جيشه، وكذلك الجيش الذي يريد أن يستعيد ثقته بنفسه بعد التغيرات السياسية التي نفذها بنيامين نتنياهو من خلال تحالفه مع القوة المتطرفة اليمينية والتي هددت الكيان الإسرائيلي وجيشه وواجباته في الدفاع عن الدولة العبرية”.
وأوضح محامي أشرف مروان: “المعلومات الذهبية أو كما سمتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأنها معلومات ذهبية لم تكن أبدًا ذات قيمة، هذا إن كانت حقيقية بالأساس، لا أعتقد أن الدكتور أشرف مروان كان يعمل أبدًا لحساب إسرائيل، ولا أظن أن أشرف مروان حتى أعطى معلومات عن حرب أكتوبر بالتحديد رغم أننا نستلم المعلومات فقط من مصدر واحد وهو المصدر الصهيوني الإسرائيلي، لعدة أسباب، أولًا، الدكتور أشرف مروان نبهه الإسرائيليين أكثر من مرة بطريقة الخداع وبالنيابة عن مصر أن هناك تاريخا لبدء الهجوم المصري على إسرائيل، وكانت التعبئة هذه مزيفة وغير ضرورية وكانت تكلف الدولة الصهيونية كثيرًا، وأعتقد أن هذه المرة لم يكن ما قام به أشرف مروان هو أعطى المعلومة التي نعتبر معلومة إلى حد كبير غير منطقية، فما معنى أن يعطي الدكتور أشرف مروان موعد بدء الحرب الساعة السادسة ولما بدأت مثلًا الساعة الرابعة أو الساعة الثانية، هذا يعني تسريب لا يساعد الإسرائيليين وأيضًا لماذا لم تتجاوب الدولة الصهيونية مع هذا التسريب إذا فعلًا قام بإعطائهم هذه المعلومة، الدكتور مروان اجتمع مع رئيس الاستخبارات العسكرية إيلي زعيرا في لندن مساء الخامس من أكتوبر، يعني إسرائيل لو اخذت بكلام الدكتور أشرف مروان لبدأت التعبئة مساء 5 أكتوبر، لكن التعبئة لم تبدأ حتى الساعة الرابعة بعد ظهر السادس من أكتوبر، مما يعني أن إسرائيل لم يكن لديها أي معلومات أبدًا وهذا الكلام مؤكد أيضًا من طرف هنري كيسنجر، الذي يقول إن سبب التراجع أو الخسارة الإسرائيلية والتفوق العربي، على الجبهة المصرية والسورية، هو الإخفاق وعدم وجود المعلومات الدقيقة أن الحرب ستبدأ وأن الجيوش العربية أصبحت جاهزة وقادرة أن تقوم بالدور المطلوب منها”.
وأكد: “أعتقد إلى حد كبير أن الدكتور أشرف مروان كان بطلا مصريا لعب دورا معينًا استخباراتيا أمنيا وبقي على التواصل مع إسرائيل حتى تم الاستغناء عن خدماته لأنه بالحقيقة لم يعطي المعلومة الدقيقة عن بدء الحرب، لكن كان ربما يستخدم من قبل الرئاسة أو حتى الجهات الأمنية المصرية لإعطاء معلومات ليس لها قيمة، لكن ربما كان هناك أمل بأن يتم تشغيله وأن يكتسب معلومات من الصهاينة، وربما اكتسب معلومات مهمة وخطيرة عن العدو الصهيوني استفادت منها المخابرات المصرية، لكن لم تكشف المخابرات المصرية ولا أظن أنها ستكشف لأنها ليست بحاجة لسبق إعلامي والمعركة الاستخباراتية هي معركة للمعلومات ومعركة عن أساليب الحصول على هذه المعلومات، والمنطق يقول إن الأجهزة الاستخباراتية لا تشكف عن مصادرها أبدًا، وهنا نرى الفرق بين العمل الجدير للمخابرات المصرية، والعمل الإعلامي للمخابرات الإسرائيلية، وهذا ما نشاهده وإسرائيل تفتقر لحقائق تبرر لها الإهمال والتراجع الاستخباراتي في أن معركة مصرية كانت ستؤدي إلى هزيمة الكيان الصهيوني تمامًا لولا الجسر الجوي التي قامت به الولايات المتحدة التي كانت تحارب بجنودها دفاعًا عن إسرائيل”.
وتابع المحامي: “الدكتور أشرف مروان لم يكن يعمل لدى الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، ولم يعمل لصالح أي دولة سواء مصر، وإذا كانت هناك أي معلومات ذات قيمة قدمها أشرف مروان، كان يجب على إسرائيل التي يعرف عنها أنها دولة عدوانية أن تقوم بضربة استباقية من خلال سلاح الجو بضرب مواقع الجيش المصري والمواقع المتقدمة في منطقة السويس وهذا لم يحصل، مما يدل على أنهم لم تكن لديهم أي معلومات ولذلك كانت هناك المداهمة والمفاجأة والخسارة بالأرواح والعتاد وبالأرض التي خسرها العدو الصهيوني نتيجة عدم امتلاكه أي معلومات التي كان يمكن أن يستخدمها لكي يتفادى هذه الخسارة الفظيعة”.
ونوه بأنه: “أقول إن أي حركة من المسؤولين المصريين إبان الإعلان عن الحرب هي مسألة خطرة وحساسة وستكون المطارات مراقبة ليس تخوفًا من سفر المخبرين المصريين للقاء الإسرائيليين بالخارج، ولكن خوفًا من دخول مخبرين أو اختراقات أمنية من خلال المطارات لذلك يكون هناك تشديدات وأعتقد خلال فترة أكتوبر كانت المطارات المصرية مراقبة، ولابد أنه كان هناك تعميم للمسئولين المصريين بعدم المغادرة والبقاء في مواقعهم خشية أن مصر مقدمة على حرب مصيرية، وأعتقد أن تكون متفوقة في الترتيبات الدقيقة لمحاولة خداع الإسرائيليين بالإعلام والحياة الطبيعة وبتجهيزات عسكرية دقيقة، وأن تسمح للمسئولين بمغادرة البلاد في لحظات حاسمة جدا تحتاج فيها البلد إلى كل كوادرها وكل مسؤوليها أن يبقوا على وضع الاستعدادات لأن مصر كانت مقدمة على خطوة مصيرية وهي حرب أكتوبر”.
وقال في النهاية: “الرواية المصرية هي رواية محافظة ولم تتحدث كثيرًا لأنها مسائل أمنية لها بعد قومي، وبالتالي الحديث في هذه الموضوع يجيب أن يكون مسألة يتم استخدامها في حالات حرجة جدًا، وأعتقد أن السلطات المصرية لا ترد على الحديث لأنها تعرف جيدًا ما الذي حدث وما هو الذي أداه الدكتور أشرف مروان، والرواية الإسرائيلية ليست رواية مقنعة كثيرًا فهي تحاول أن تضرب ثقة الشعب بقيادته وكذلك أعتقد أن المسألة تتعلق بالملك الراحل الحسين وهي محاولة لزعزعة الثقة بزعماء العرب والمسؤولين العرب أمام شعوبهم.”
المصدر: القاهرة 24
التعليقات