الجمعة - الموافق 04 يوليو 2025م

مريم رجوي تتحدث في الجمعية الوطنية الفرنسية «تطورات الشرق الأوسط والموقف الفرنسي والأوربي حيالها»

يوم الثلاثاء 17 يناير2017 اقيمت ندوة في مبنى الجمعية الوطنية الفرنسية بعنوان«تطورات الشرق الأوسط والموقف الفرنسي والأوربي حيالها» بحضور مريم رجوي وعدد من النواب الفرنسيين. وناقش النواب والمتحدثون في

 

مجال سياسة فرنسا حيال إيران. وفي ما يلي نص كلمة ألقتها مريم رجوي في الندوة: البرلمانيون المحترمون، السيدات والسادة، أيها الأصدقاء الأعزاء! بداية أتقدم إليكم بخالص التهاني بمناسبة حلول العام 2017. اجتمعنا اليوم في وقت مقبل علينا عام مليء بالتحولات. الانتخابات في فرنسا ومهزلة الانتخابات في إيران وتحولات غير مسبوقة في الشرق الأوسط وعلى الصعيد الدولي. نستطيع أن نأمل أن تكون هذه الوقائع في خدمة مصالح الشعب الإيراني وكذلك الشعب الفرنسي والمنطقة والعالم أجمع. وكما تعلمون نجحت المقاومة الإيرانية في نقل جميع سكان ليبرتي إلى اوروبا وبشكل خاص إلى ألبانيا. بهذه المناسبة أود أن أوجه الشكر للجنة البرلمانية لإيران ديمقراطية ولجميع البرلمانيين الذين ساهموا في تحقيق هذه المهمّة. إن إسكان هذا العدد الكبير يثقل كاهل المقاومة مالياً. خاصة بسبب علاج المرضى والجرحى الذين كانوا محرومين من العلاج لمدة طويلة. ولكننا سوف نذلّل هذه المشاكل بفضل دعم الشعب الإيراني وأصدقائنا. أيتها السيدات والسادة هذا العام الجديد بدأ في إيران محفوفا بالمخاوف للنظام. مع موت رفسنجاني قد انهار أحد دعامتي النظام مما جعل النظام برمته يقترب إلى السقوط. رفسنجاني وخلال 38 عاما مضى لعب دورا حاسما في أعمال القمع وتصدير الإرهاب والسعي من أجل الحصول على القنبلة النووية. إنه كان الرجل الثاني في النظام وقبة الميزان في النظام ونقطة التوازن في السلطة. وبموته أصبحت الديكتاتورية الدينية برمتها أضعف. خامنئي وأكثر أجنحة النظام جنونا وجموحا يتجهون نحو مزيد من الانكماش وتصدير التطرف والإرهاب والمشاريع النووية. لقد أصبح الحكم الديكتاتوري الديني ضعيفا إلى درجة يخاف اليوم من الانتفاضة خاصة وأمامه مهزلة الانتخابات الرئاسية في أيار/مايو المقبل. ذكرى انتفاضة العام 2009 تثير خوف الحكومة. الاحتجاجات الشعبية والانتفاضات الاجتماعية في حالة ازدياد. فآلاف التظاهرات والإضرابات التي جرت العام الماضي في طور التزايد من قبل العمال والمتقاعدين والمعلمين والممرّضين والطلاب وعوائل السجناء السياسيين. ضعف نظام ولاية الفقيه يؤدى إلى رفع معنويات المواطنين. السجناء السياسيون يوصلون أصواتهم من الزنزانات إلى أسماع العالم أكثر من أي وقت مضى. وهذه الأصوات تأخذ مداها بشكل واسع بفضل مواقع التواصل الاجتماعي. عوائل الضحايا تتجرأ أن تطالب بمقاضاة النظام على كل جرائمه خاصة مجزرة 30 ألف سجين سياسي في العام 1988. المواطنون يطالبون بوضع حد للإعدامات في إيران وكذلك إنهاء الديكتاتورية. خرج آلاف المتظاهرين بمناسبة ذكرى ميلاد كوروش الذي أصدر أول ميثاق لحقوق الانسان في العالم، ينادون إلى مستقبل دون الملالي المجرمين. وقبل أسابيع وبمناسبة يوم الطالب، دعا المتظاهرون إلى الإفراج عن السجناء السياسيين. أيها السيدات والسادة أبناء الشعب الإيراني لم يحصلوا على شيئ من الاتفاق النووي. بالعكس أدّى هذا الاتفاق ملء جيوب الولي الفقيه وحرسه وإلى تمويل مغامراتهم المقيتة في سوريا و جميع بلدان المنطقة. أدرك العالم بأن نظام الملالي وقوات الحرس وحزب الله وغيرها من الميلشيات العميلة لهم في سوريا ليس دور في محاربة التطرف وداعش، بل إنهم موجودون هناك لإنقاذ ديكتاتور سوريا. إنهم يعدّون المصدر الرئيسي للإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة. وفي الحقيقة أنهم يبحثون من خلال حضورهم في سوريا ضمان سلطتهم المشينة في طهران. وأكد خامنئي قبل أيام أنه لو لم نقاتل في سوريا لكان علينا أن نتصدى للعدو في طهران. وعندما يتم تطبيق وقف إطلاق النار، يعمل نظام الملالي جاهدا على خرقه وانتهاكه. وكما يقول قادة المعارضة السورية نظام الملالي هو الطرف الوحيد الذي لا يدخل من باب السلام والتسوية ولا يرضى بشيء أقل من حفظ بشار الأسد في السلطة. ومادام الحرس وميليشياته موجودون في الأراضي السورية، فلا يوجد أي حل سياسي. اذن اذا أردنا إقرار السلام فعلينا أن نبدأ بطرد النظام الإيراني من سوريا. ويجب القول إن النظام الإيراني سيكون الخاسر الأكبر لوقف إطلاق النار والسلام في سوريا. أيها السيدات والسادة إن لامبالاة الإدارة الأمريكية كانت السبب الرئيسي لمأساة سوريا وسلطة الملالي على هذا البلد. النظام الإيراني قد راهن على مساومة ومهادنة الغرب ليقوم بتصدير تطرفه تحت اسم الإسلام. وهنا أريد أن أحيي سياسة الرئيس فرانسوا هولاند حيال الشعب السوري. إنها كانت سياسة صحيحة مقابل ترك سوريا من قبل الإدارة الأمريكية. إن نهاية عهد الرئيس الأمريكي الحالي لا تبقي لنظام طهران إلا أملا ضئيلا ليعمل كما يشاء طليق اليد. هذه الحالة اشتدت منذ غزو العراق العام 2003 وكان الولي الفقيه الرابح الرئيسي في العراق وسوريا… نتمنى أن تنتهي قريبا هذه الفرصة التي كانت فرصة مواتية للملالي بشكل كبير. ولكننا واثقون أنه لن يكون أي شيء مثل السابق. ونظرا إلى فشل سياسة المهادنة هناك حاجة ضرورية إلى تغيير السياسة لإنهاء معاناة الشعب السوري وتهجيرهم وتشريدهم. استتباب السلام والهدوء في المنطقة والعالم يتطلب إبداء الصرامة والحزم تجاه الأعمال الإرهابية لقوات الحرس ودورها المخرب في المنطقة. في الوقت الذي الانتخابات الرئاسية في فرنسا على الأبواب، اني أدعو المسؤولين السياسيين الفرنسيين إلى أخذ هذه الحقائق بنظر الاعتبار خاصة ألا يراهنوا على إيران الملالي لأن الملالي باتوا من الماضي. إني أدعوهم أن يراهنوا على قوى المستقبل، على إيران التي لن تكون سبب الأزمات بل تكون عامل الاستقرار في المنطقة. ولاجتثاث التطرف لا يمكن التحالف مع المتطرفين الآخرين. التطرف تحت اسم الإسلام سواء بردائه السني أو الشيعي لا فرق بينهما في البربرية. لأنه لا أحد منهما يمثل الإسلام بل يشكلان نوعا من النظام الفاشي الديني. ولهذا السبب لا يجوز الشراكة مع الملالي بذريعة سياسة أمنية. ولا يجوز دهس المبادئ والتغاضي عن انتهاك حقوق الإنسان وحقوق المرأة في إيران بسبب المصالح الاقتصادية. إيران اليوم لها بديل قائم على مشروع ديمقراطي يحترم الأديان والمعتقدات والحريات وفصل الدين عن الدولة والمساواة بين المرأة والرجل. فهذا البديل جدير بأن يكون صوته مسموعا. الحل الذي يعرضه يمكن أن يجلب للشعب الإيراني وللمنطقة وطبعا لاوروبا مرحلة جديدة. يكفي أن نبقى ملتزمين بالقيم الديمقراطية. أشكركم جميعا.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك