الإثنين - الموافق 22 سبتمبر 2025م

مفاوضات أستانا ومأزق النظام الإيراني في سوريا

بدأت الشرخة بين مواقف روسيا ونظام الملالي أكثر تعمقا عشية إجراء مفاوضات في العاصمة الكازاخستانية أستانا. وكان أبرز مثال لهذه الشرخة

يدور حول حضور امريكا في هذه المفاوضات من عدمه. وحسب التقارير الصادرة عن وسائل الإعلام الامريكية انه اتفقت الولايات المتحدة مع روسيا بشأن الحضور في مؤتمر أستانا… الا ان ورغم رغبة تركيا وروسيا انه عارض النظام الإيراني ذلك. كما أكد وزير الخارجية الروسي سرغئي لافروف الخميس خلال إيجاز خبري قائلا انه من الجيد ان تحضر الإدارة الامريكية الجديدة في المفاوضات. الا ان النظام الإيراني يعارض حضور امريكا في المفاوضات. وكتبت إحدى صحف النظام: «دعوة روسيا لإمريكا للمشاركة في مفاوضات السلام لسوريا في أستانا ومعارضة إيران لهذه الدعوة شكلا التخبط». يبدو ان هذا «التخبط» يطال النظام نفسه أكثر من الآخرين حيث أعلن علي شمخاني سكرتير المجلس الأعلى للأمن الوطني الاربعاء 18 كانون الثاني/ يناير احتمالية حضور الولايات المتحدة في المفاوضات بصفة مراقب الا ان علي اكبر ولايتي مستشار خامنئي في الشؤون الدولية عارض دور امريكا الرقابي في هذه المفاوضات لان حسب ما يرونه «اذا شارك الامريكان في هذه المفاوضات فانهم لن يكتفوا بالرقابة فقط» (صحيفة وطن امروز الحكومية- 19 يناير 2017). وتعود خلفيات ايجاد الشرخة بين موسكو ونظام الملالي إلى إحتلال حلب وإعلان عن وقف اطلاق النار فيها الا ان في النظرة الأكثر عمقا هناك جذور هذه الشرخة في تضارب المصالح والأهداف الإستراتيجية بين روسيا والنظام الإيراني. تتطلب المصالح الروسية ان يتحقق وقف اطلاق النار في سوريا لكي تقيم علاقات جيدة مع كل حكومة تأتي إلى الحكم في المرحلة الأولى في هذا البلد ثم تعزز موطيء قدمها العسكري فيه حتى تستفيد من هذه الورقة للأخذ والإعطاء المتبادل خلال مفاوضاتها مع امريكا في مرحلة لاحقة بهدف تخفيف العقوبات المفروض عليها التي ضاقت ذرعا، لذلك الإحتفاظ بالأسد ليس مطروحا لموسكو على الإطلاق وفي المقابل ما يهمها هو اقامة العلاقات الأكثر وديا مع ترامب و«يحاول الروس ان يغيروا سياساتهم في سوريا لتهميد ارضية مناسبة للمفاوضات مع الإدارة الامريكية المقبلة» (موقع فرارو الحكومي- 19 يناير 2017) وحسب ما قال أحد الخبراء في شؤون روسيا انه من وجهة نظر روسيا «مجرد حضور الامريكان في المفاوضات يكتسي أهمية. وترى روسيا ان حضور الأمريكان في هذا المؤتمر هو لعبة ربح- ربح» (موقع انتخاب الحكومي- 19 يناير) ولكن اذا لم تحضر امريكا في هذه المفاوضات مهما كان السبب أو تفشل المفاوضات حسب ما قال الخبير نفسه: «روسيا تقول لـ ترامب باننا نوافق حضوركم في المفاوضات والذي يعارضه هو إيران» الأمر الذي سيكون سيئ للغاية للنظام الإيراني الذي يحاول ان يقدم صورة ايجابية ومتفاهمة من نفسه إلى الإدارة الامريكية المقبلة. ولكن مع كل ذلك بما ان النظام يعتبر سوريا عمقا استراتيجيا له معتبرا إسقاط بشار الأسد مقدمة لإسقاط نفسه فهو غير قادر على أن يتخلى عن الأسد وانه مستعد للإحتفاظ به مهما كلف الثمن. وبذلك وضع النظام أمام مفترق طريق خطير، اذا يطابق نفسه مع إرادة الطرف الآخر أي روسيا وتركيا والقوى الإقليمية وامريكا فمن الممكن أن يحصل على قطعة صغيرة من كعكعة سوريا حسب ميزان القوى الموجود الحالي الا ان ثمن ذلك هو رحيل بشار الأسد ولكن اذا مضي المسار الثاني أي اتخاذ سياسة قائمة على تدمير عملية السلام انه يجب ان يواجه كل القوى الاقليمة والدولية الأمر الذي ستترتب عليه عواقب وخيمة ولا يخفي على أحد تداعياته الخطيرة جدا.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك