الخميس - الموافق 19 سبتمبر 2024م

مفهوم العلاج الأسري ..بقلم الدكتور عادل عامر

يستخدم الأخصائي الاجتماعي طريقة تنمية وتنظيم المجتمع في المجال الأسري, بقصد إحداث تغيير في المجتمع لصالح الأسرة كنظام اجتماعي, له دوره وأهميته في تماسك المجتمع وفي نمو الأجيال بصورة إيجابية من مختلف جوانب الشخصية.

وهو يستخدمها عن طريق الجمعيات والهيئات والمؤسسات التي تتشكل على أساس تطوعي, وتعنى بشؤون الأسرة, وتوجه جهودها لأعضاء الأسرة حسب تخصصها وبما يوصلها إلى أهدافها, ويعود على الأسرة بالفائدة. وأن يتوخى في تلك الهيئات إيمان العاملين بها بأهدافها.

وأن تكون لديهم الكفاءة بالتعامل مع الأفراد من منطلق الاحترام والتقدير وحب الخير للآخرين .وأن تدار هذه الهيئات بالأساليب الديمقراطية.

عرف ” فرج عبد القادر طه ” : العلاج الأسري بأنه أسلوب منظم يهدف إلى تحقيق تغيرات فعّالة في العلاقات الأسرية أو الزوجية المضطربة غير الصحية ، وذلك من خلال عمليات تفاعل صحي بين أفراد الأسرة ، وتوفير الفرص المحققة له تحت توجيه المعالج ، والهدف النهائي هو البحث عن الطرق المؤدية لتحقيق تعايش بين جميع أفراد الأسرة بحيث يتحقق أفضل صور التفاعل الإيجابي ، وتختزل بذلك مواقف الصراع والتصادم ، كما أن موقف العلاج الأسري دائمًا تفاعلي ووحدة متكاملة ، ولا يكون المدخل إلا مدخلاً جمعيًا ، أي أنه موقف لابد من أن يشمل كل أو معظم أفراد الأسرة وبدرجات متفاوتة وفقًا لموقع وأهمية كل فرد فيها .

كما عرف ” يحيى حسن درويش ” العلاج الأسري بأنة عملية يقوم بها الأخصائي الاجتماعي وغيره من المعالجين لمشكلات الأسرة ، حيث يتعامل الشخص المعالج مع أفراد الأسرة الواحدة كجماعة أو كوحدة من خلال التعرف على طبيعة العلاقات الاجتماعية التي تجمع بين أفراد أو أعضاء هذه الخلية ، وكذلك طرق الاتصال بينهم وصوره وأنماطه ، وكذلك التعرف على الدور والمكانات داخل الأسرة ، وهناك الكثير من الحالات تتطلب التعرف على تاريخ الأسرة ، والتركيز هنا يكون كنظام موحد ، وأنماط العلاقات والاتصالات بين أفرادها .

والعلاج الأسري أحد اتجاهات الممارسة الحديثة في طريقة العمل مع الحالات الفردية ويهدف إلى تغيير بعض عناصر نسق العلاقات الأسرية ذات التأثير السلبي على قيام الأسرة وأعضائها بوظائفهم.

والعلاج الأسري أسلوب مخطط يركز على التدخل في نواحي سوء التكيف الأسري وهو يهدف إلى تحسين التوظيف الدينامي للأسرة كوحدة كلية ، ويعتبر استخدام أشكال الجلسات الأسرية هي الوسيلة العلاجية الأساسية فيه وهذا لا يمنع من استخدام المقابلات الفردية أو الجماعية إذا تطلب الأمر ذلك .

وقد عرفه ” عبد الناصر عوض ” بأنه مجموع الجهود التي تبذل من خلال تدخل مخطط ، يعتمد على نظريتي النسق والاتصالات البنائية الوظيفية لفهم الأسرة وكيف حدث الخلل وما هو التغيير المطلوب للتعامل مع نواحي سوء التوظيف الأسري ، وتعديل بعض عناصر نسق العلاقات الأسرية ذات التأثير السلبي على التوظيف الدينامي للأسرة كوحدة متكاملة وتغيير مسار التفاعلات التي تتسم بالأداء الخاطئ ، والتي يكون من شأنها إحداث الاضطراب الأسري .

أهداف العلاج الأسري:

قد يكون من الصعب تحديد أهداف محددة لممارسة العلاج الأسري ، حيث تختلف الأهداف باختلاف نوعية التغير المطلوب إحداثه في النسق الأسري لذلك فقد تباينت الأهداف في الكتابات التي تناولت موضوع العلاج الأسري ، فنجد ” جولدنبرج ” يقسم أهداف العلاج الأسري إلى أهداف قصيرة الأمد ، وأهداف طويلة الأمد وهناك محاولات عدة لتحديد أهداف العلاج الأسري يمكن إجمالها في الآتي :

1- العمل على مساعدة الأسرة على كشف ومعرفة نقاط الضعف التي تؤثر على علاقات وتفاعلات الأسرة كنسق اجتماعي يتكون من عناصر متفاعلة يؤثر كل منها على الآخر .

2- إحداث تغيرات في بيئة صاحب المشكلة (هو الذي تقدم المشكلة) مستخدمًا التأثير على مناطق الضغط الأسري خاصة تلك التي يفرضها أي من أفراد النسق الأسري ، كما أنه يهدف إلى زيادة إشباع غالبية احتياجات أعضائها ,هذا بجانب مساعدة أعضائها على تناول مشكلاتهم بطريقة بناءة .

3- العمل على وضع حدود مناسبة لاحتياجات الأسرة وتحقيق التوازن في الأسرة .

4- مساعدة الأسرة على رفع مستوى الأداء الاجتماعي ، وأداء وظائفها بشكل أفضل.

وقد أوضح ” هالي ” أن أهداف العلاج الأسري تختلف من أسرة لأخرى حسب نوع التغير المطلوب لذلك يجب أن يسئل المعالج الأسري كل فرد فيها عن ما يتمناه من تغيرات وعليه أن يناقش هذه التغيرات حتى يصل إلى ما يحقق التوازن السليم الذي يحقق إشباع احتياجات أعضائها .

الفرضيات الأساسية للعلاج الأسري :

1- إن جزءًا كبيرًا من أهمية العلاج الأسري مستمد أساسًا من أهمية الأسرة نفسها كأهم النظم الاجتماعية القائمة في المجتمع التي شهدت الانطلاقة الأولى لخدمة الفرد والتي لا يمكن إغفال قيمتها حتى على مستوى العلاج الفردي.

2- تكمن أهمية العلاج الأسري في أنه لا يجوز الفصل بين تنمية وتغير كل من الفرد وأسرته فهمًا دائمًا يسيران في خط متوازي .

3- يرى المؤيدون للعلاج الأسري أن الخبرة الميدانية أوضحت أنه عندما يعالج الفرد الذي يعاني من مشكلة بعيدًا عن الأسرة فإن أجزاء أو جوانب هامة من المشكلة الكلية تظل غير واضحة ، كما أن الأسرة لا تهتم كثيرًا بالعلاج التي ليست هي طرفًا فيه ، وأن هذه المشاكل سرعان ما تزول إذا أخذت الأسرة في الاعتبار كجزء أساسي من البرنامج العلاجي .

4- إن العمل مع الفرد صاحب المشكلة في الأسرة ، وحدة متقدمة في العلاج بعيدًا عن الأسرة قد يؤدي إلى معاناة فرد آخر لكي يعود التوازن للنسق الأسري ككل ، ولذا فإنه لا مناص من العمل مع الأسرة .

5- جاء العلاج الأسري مصاحبًا لتحول النظر من الاهتمام بالتعامل فقط مع الحالات الفردية إلى الاهتمام أيضًا بالجماعات الصغيرة .

6- اهتم أنصار الاتجاه النفسي الاجتماعي في خدمة الفرد بكل من الجوانب النفسية والاجتماعية للفرد صاحب المشكلة ، غير أنهم كانوا عندما حاولوا تفسير سلوك هذا الفرد كانوا يعتمدون اعتماد شبه مطلق على نظريات ” فرويد ” في التحليل النفسي والاستيطان الداخلي ولقد وجد كثير من الأخصائيين الاجتماعيين في العلاج الأسري مما يساعدهم على تفسير سلوك الفرد في موقفه وبيئته الاجتماعية .

7- إن زيادة الاهتمام بالعملية التشخيصية والحاجة إلى إجراء العديد من المقابلات التشخيصية يعتبر من ضمن العوامل التي دفعت إلى الاهتمام بالعلاج الأسري الذي يساعد على إثراء المادة التشخيصية حيث تبدو المشكلات أثناء الجلسات الأسرية بصورة أوضح مما تبدو عليه اعتمادًا على التسجيل .

8- يحدد العلاج الأسري بشكل واضح من هو العميل الذي يتمثل في الأسرة ككل ، بينما نجد أن ذلك يبدوا أمرًا غير واضح في الاتجاهات التقليدية الأخرى ، فهل هو مقدم الطلب ، أو صاحب المشكلة ، أو الشخص ذو التأثير وكلها أمور تشكل صعوبة أمام الممارسين وقد تعوق خطة العلاج .

9- إن المنطلق الأساسي في العلاج الأسري يكمن في كون الفرد يستجيب لموقفه الاجتماعي خاصة الجانب الأسري فيه ، لأهميته بالنسبة له ، هذا فضلاً عما يتصف بهذا العلاج بقدر كبير من المرونة حيث يمكن ممارسته بطرق متنوعة بطريقة مستقلة ، كما أن من الممكن ممارسته ضمنًا داخل أنواع العلاج الأخرى .

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك