مجدى بكرى
“إحياء يوم الأسرة.. والسلامة النفسية للأبناء”.. ست كلمات تلخص أهم ما أوصت به الندوة التي نظمتها مبادرة “معا لحماية الأسرة المصرية” في نادي الجزيرة وحضرها لفيف من أعضاء الندوة الذين أثروا الحوار بآرائهم وأفكارهم وتطلعاتهم بسرعة تعديل قوانين الأسرة بهدف حمايتها واستقرارها والعمل على تماسكها.
وقالت د. إنجي فايد كبير الباحثين بوزارة الآثار ومؤسس “معا لحماية الأسرة المصرية”، إن المبادرة حققت نجاحات ملحوظة ولاقت قبولا كبيرا من مؤسسات الدولة والأزهر “تم التوجيه بإدراج أهداف المبادرة في تعديلات قوانين الأسرة”
وأضافت في كلمتها في ندوة نادي الجزيرة، أن المبادرة ساهمت بدرجة كبيرة في حل المشكلات النفسية والقانونية للأسر، عبر استشارات مجانية.
ودعت إلى ضرورة العودة إلى “القيم والأخلاق للأسرة المصرية. واستخدت إنجي تعبير “إذا عجز التراضي فلابد من سيف القاضي”، وهو ما تسعي المبادرة إلى تجنبه عبر “التوصل الي قوانين تحمي الأسرة واستقرارها قبل بلوغ مرحلة التقاضي الطويلة والمرهقة “.
كما دعت الي “إحياء يوم الأسرة” تجاوبا مع جمهور الحاضرين، حيث تلتقي فيه الأسرة جميعها ليعود الحوار بين أفرادها وبالتالي يعم بينها الحب والود والوئام.
وخرجت ندوة المبادرة بنادي الجزيرة بتوصيات مهمة، منها تأييد جهود الأزهر الشريف في إعلاء شأن الأسرة ودعم تطبيق “فقه الكد والسعاية” بحصول المطلقة والأرملة على نصيب معلوم من ثروة الزوج المكتسبة خلال فترة الزواج، وإطلاق الحد الأقصى لنفقة المتعة بما يساوى سنوات الزواج، وفرض وثيقة تأمين إجباري بسداد قسط لمرة واحدة عند الطلاق يصرف للمطلقة أو الأرملة.
كما أوصي المشاركون بأهمية استمرار التوعية بقيمة الأسرة وأهمية استقرارها للسلام النفسي لأفرادها أثناء قيام الزوجية وبعدها مع الاهتمام بما قد ينتج عن الزواج من أبناء، ودعم حق المحضون في رؤية أفراد الأسرة بانتظام في جو من السكينة والصفاء.
ودعا المشاركون إلى إعلاء حق الأطفال والنشء في حياة كريمة وتنحيتهم عن الخلاف والعناد عند خلاف الزوجين، كما أوصوا بسرعة تشريع القوانين تلبية لنداء وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، والنظر في كافة قوانين الأحوال الشخصية التي جري عليها الزمن وأجحفت حقوق الأسرة، وكذلك سرعة تطبيق القوانين المعدلة وتنفيذها بما يحقق العدالة لكل أفراد الاسرة.
الفنان سامح الصريطي: الاختيار السليم يعني أسرة مستقرة
بدأت ندوة مبادرة “معا لحماية الأسرة المصرية” بفيلم تسجيلي عن فكرة تأسيسها وتطوراتها وما حققته من أهداف، تحدث بعدها الفنان سامح الصريطي عن “الأسرة القوية” وهي أساس المجتمع بحيث يصعب اختراقه، مشيرا إلى أن المبادرة جاءت في وقت جيد كي تحمي الأسرة من الانهيار، وأن هذه هي مسئولية الدولة عموما.
ودعا الصريطي الي تبني مبادرات توعية لاختيار الزوج \ الزوجة المناسبة “العودة الى تقاليد الزواج القديمة في مصر عبر التعارف الجيد بين الأسر الذي يؤدي الى حسن الاختيار، كما أشار الي حديث الرسول الكريم (فأظفر بذات الدين).
وقال الصريطي: المشكلة إننا نسير وراء الهوي والنفس إمارة بالسوء، والاختيار الخاطئ يؤدي إلى أسرة فاشلة..ولكن تحكيم العقل يقود إلى أسرة قوية وزواج ناجح. ودعا إلى عودة “قيم الأسرة” التى تربينا عليها، وكذلك عودة “ثقافة الأسرة” قديما، ومنها الجلوس على “طبلية الطعام” ثلاث مرات يوميا، فمن خلالها تأسست أسر قوية ومتماسكة.
وحذر من “تغول” ثقافة “الديليفري” والاستغناء عن “أكل البيت” الذي كان مكونا أصيلا لكل أسرة وبيت. كما حذر من “غربة الرجال” في الخارج وترك الأسر بمفردها في معية الأم “غياب الرجل (الوتد) يزيد من أعباء الزوجة والأم ويؤدي الى ضياع الأبناء بسبب فقدان الأمان والحب. ودعا إلى سن قوانين تخفف الأعباء عن الأسرة خصوصا كبار السن “فمن يريد حماية الأمن القومي عليه حماية وتأمين الأسرة، كي يمنع اختراقها ودمار المجتمع..فالقوانين يجب أن تراعي تماسك الأسرة والتكافل الاجتماعي”.
كما دعا الصريطي إلى منع كل ما يدعو الى زرع الفتن والضغائن داخل الأسر “على الدراما والإعلام تشجيع وتبني كل ما يدعم الأسرة ويرسخ قيمها”.
سلمي حبيب : ترسيخ ثقافة الاختلاف.
وفي كلمتها المهمة عن الصحة النفسية..شددت د. سلمى حبيب استشاري الصحة النفسية، على أهمية الصحة النفسية للأسرة كي نؤسس أسرة قوية، فالصحة النفسية مرتبطة تماما بالصحة البدنية. وأشارت الي ضرورة ترسيخ “ثقافة الاختلاف”بين الزوجين، كي يكون الاختلاف في وجهات النظر صحي ويؤدي الى الوفاق لاحقا وليس الي الدمار. وقالت: ثقافة الاختلاف تبدأ بتهدئة الصوت بين المتشاجرين واستخدام عبارة (أنا) والابتعاد عن استخدام (أنت)، وعدم توجيه الاتهام الي الطرف الآخر، ويجب فقط الدفاع عن النفس.
كما أشارت إلى أهمية عدم استحضار مشكلات من الماضي والقديم وقت الخلاف الحالي حتي لا تتأجج المشكلة.
وأوضحت أنه لا يجب التحدث وقت الاختلاف بين الزوجين عبر الهاتف المحمول، ويفضل الحديث وجها لوجه “فلغة الجسد والوجه تساعد علي السيطرة على النفس ومن ثم تهدئة الخلافات”.
وحذرت حبيب التي لقى حديثها قبولا كبيرا من الحاضرين، من اختلاف الأب والأم أمام الاطفال “الطفل في هذه الحالة يشعر وأنه (شفاف) أي بلا قيمة وأن والديه لا يشعران به في هذه اللحظة ومن ثم ينشأ فاقدا للثقة في نفسه”.
واتفقت د. سلمي حبيب استشاري صحة الأسرة مع الفنان سامح الصريطي، في ضرورة العودة الى “مائدة الطعام” فهي أمان للأسرة وتعيد الثقة الي افرادها والمودة والرحمة بينهم.
غادة قنديل : التوعية بمخاطر الضامن
وتطرقت د. غادة قنديل الرئيس التنفيذي لبنك ميلون، الي ضرورة ضمان حق الزوجة\الأم بقراءة كل ورقة توقع عليها تمهيدا لقرض من بنك او سلفة من أي جهة أو شراء سلعة، ضمانا لحقها في المستقبل لان الضامن يتحمل سداد القرض بالكامل في حال تغيب المستفيد منه أو هروبه أو تمنعه عن السداد “سداد الدين يقع على عاتق الضامن ويتحمل كل اعبائه في حال تهرب المقترض”. ودعت قنديل الي أهمية تدريس ما أسمته بـ”التثقيف المالي” من مرحلة المدرسة، حتي يتعلم الجميع الحقوق القانونية. واشارت الى ان المجلس القومي للمرأة تبني مبادرات مهمة لتدريب السيدات وتأهيلهن لتأسيس مشروعات صغيرة يستطعن من خلالها العيش بكرامة وأمان. وأشادت بالسيدات حيث يتميزن عن الرجل في سداد ديونهن للبنوك في مواعيد منضبطة.
د. عبد الله النجار: تحلي الرجال بالصبر والكرم
وكان د. عبدالله النجار اذعضو مجمع البحوث الإسلامية ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، قد تحدث في بداية الندوة عن الطفل وحقه المجتمعي وفقا للقاعدة الشرعية، وأشار الي قول الرسول الكريم :” لعن من فرق بين الأم وولدها”، فلا يجب أن نحرق الأم على طفلها حتى في عالم الدواب. وطالب بضرورة تنشئة الطفل تنشئة نفسية سليمة، والتربية هنا أساسها الأم، واستشهد بحديث الرسول الكريم عن الأم وفضلها على الأبناء. وناشد النجار الرجال بالتحلي بالصبر الجميل والكرم، مشيرا الى أن الصحابة كانوا يصرفون بسخاء مع اسرهم وأن الكلمة الطيبة صدقة.
حسام لطفي: خطورة اعتبار الأطفال دروعا بشرية
وفي مداخلته.. تحدث د. حسام لطفي رئيس قسم القانون المدني بكلية حقوق بني سويف ومؤسس المبادرة، عن ضرورة حصول الزوجة على جزء معلوم من ثروة الزوج والحصول على نفقة المتعة بدون حد أقصى. وحذر من خطورة اتخاذ الاطفال كدروع بشرية في الحرب بين الزوجين بعد الانفصال ” هذا يؤثر على نفسية الطفل مدى الحياة”. وأشار الى أهمية تأسيس صندوق الأسرة حيث يتم دفع مبلغ مرة واحدة عند توقيع عقد الزواج “عبارة عن استثمار للمستقبل ويتطور وفقا لتطورات المعيشة والتضخم” . وأشاد لطفي بدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعديلات قوانين الأسرة واهتمامه بمبادرات دعم الأسرة. كما أشاد بإدراج “فقه الكد والسعادية” والتأمين عند الزواج ضمن تعديلات قانون الأسرة.
التعليقات