الخميس - الموافق 10 أكتوبر 2024م

اكتشاف المواهب الرياضية ورعايتها وتطويرها بقلم الدكتور عادل عامر

إن الدولة المصرية تسعى من خلال تدشين العديد من المبادرات في مجال الرياضة وذلك باعتبارها جزء من استراتيجيتها في بناء الإنسان المصري، علاوة على رفع المكانة الدولية وتحسين ترتيبها العالمي مقارنتا مع باقي الدول في مجال الرياضة.

شهدت مؤخرا المواضيع الرياضية على وجه العموم وكرة القدم على وجه الخصوص تداولا كبير لفت انتباه العام والخاص بروز اللاعبين المحترفين لمختلف البطولات الأوروبية ذو الأصول العربية، الذين تلقوا معظم القاعدي في النوادي والمدارس الأوروبية ما جعلهم يخطفون الأضواء من اللاعبين المحليين ويحضون باهتمام أكبر تكوينهم من طرف الناخبين في تقمص الألوان الوطنية، وحتى لا يتم الكلام عن إهمال اللاعبين المحليين، يجب الاهتمام بتكوين و موجود في المدارس العالمية،

وهنا يظهر الدور الحقيقي للمدارس الرياضية لاعبين محليين في نفس المستوى والجاهزية لما خاصة في ظل ضعف التكوين المعتمد في الأندية الرياضية الوطنية، وعليه فإن بحثنا هذا يتمحور حول التطرق إلى مختلف وإرشادها نسبة إلى مختلف الخصائص وبناءا المفاهيم التي لها علاقة بالمواهب الرياضية الشابة وكيفية اكتشافها وكذا توجيهها على مراحل مدروسة بطريقة علمية من أجل صقلها لتتحول في المستقبل إلى خزان نخبوي، وعليه فقد حاولنا عرض بعض التجارب المحلية الرائدة في هذا المجال .

الموهوبين في كل مجتمع هم الثروة القومية والطاقة المحركة نحو الحضارة والتقدم والبناء وهم ذخيرة الوطن ومنابع سعادته ورفاهيته وثروته وهم عدة الحاضر وقادة المستقبل في شتى الميادين والمجالات لذلك يكون من الضروري لتحقيق تقدم الوطن وأمنه ورفاهيته التطلع إلى عقول الموهوبين والسعي بكافة السبل لاكتشافهم في سن مبكرة مع الحفاظ عليهم وتعهدهم بالرعاية والتنمية .

والطفل الموهوب رياضياً هو الطفل الذي تتوفر لديه الاستعدادات والقدرات التي تساعد على جعل أدائه الرياضي أداء متفوق ومتميزاً عن الأطفال العاديين من نفس عمره ، ومن ثم يستطيع أن يحقق في هذا المجال ما لا يستطيع رفاقه من الأطفال العاديين تحقيقه عند نفس العمر .

فالمجال الرياضي يصل باللاعبين فيه لأعلى المستويات في معظم أنواع الرياضة خلال السنوات من الثامنة عشرة إلى العشرين ويحتاج ذلك منهم إلى تدريب وتنافس ما يتراوح بين ثماني عشر سنوات إذا كان من الأهمية أن ننتقي الموهوبين الناشئين خلال سنوات ما بين الثامنة والتاسعة ، ولذلك قبل أن تبدأ طفرة النمو الثانية .

ولقد أصبح الاهتمام بفرق الناشئين في السنوات الأخيرة أمراً معتاداً في كافة الرياضات وفي كل المؤسسات الرياضية المنظمة ويرجع ذلك إلى إيمان المسئولين عن تلك المؤسسات بأن الناشئين هم القاعدة الأساسية التي تمد الفرق الأعلى سناً باللاعبين المعدين إعداداً تربوياً وفنياً جيداً ، ولم يقف الأمر عند حد الاهتمام من المؤسسات الرياضية بما تحويه من أندية أو مراكز رياضية بالناشئين ، بل إن الأمر تعدى ذلك بتبني حكومات الدول العديد من المشروعات التي تضمن لها رعاية الموهوبين .

مفاهيم أساسية عن الموهبة :

المعنى الاصطلاحي لهذا المفهوم كان أول من استخدامه وتحدث عن الموهبة والعبقرية والتفوق العقلي ثيرمان 1925م حيث قام بدراسته المشهورة عن الموهوبين ثم تلته الباحث (لينا هونجروت 1931م) والتي عرفت الطفل الموهوب بأنه ذلك الطفل الذي يتكلم بقدرة وسرعة تفوق بقية الأطفال في كافة المجالات فالموهبة إذن استخدمت لتدل على مستوى عال من القدرة على التفكير والأداء ، وقد ظهرت اختلافات بين الباحثين حول الحد الفاصل بين الموهوب والعادي من الأطفال من حيث الذكاء ، فقد بلغ هذا الحد عند ثيرمان 140 فأكثر وعند هونجورت 130 فأكثر حين نجده عند تراكسار تدنى على 120 فأكثر، وحتى على مستوى الموهوبين أنفسهم قسمت الموهبة وصنفت إلى مستويات حدها حسب مقياس الذكاء عند استانفورد بينية العقلي كما يلي :-

– قسم دنلوب المتفوقين عقليا إلى ثلاث مستويات هي :

فئة الممتازين : وهم الذين تتراوح نسب ذكائهم بين (120 أو 125) إلى (135 أو 140) إذا طبق عليه اختبار استانفدود بينية .

فئة المتفوقين : وهم من تتراوح نسبة ذكائهم بين (135 أو 140 إلى 170 ) على نفس المقياس السابق .

فئة المتفوقين جداً ( العباقرة ) : وهم الذين تبلغ نسبة ذكائهم (170 فما فوق ) وينقسموا إلى :

الأذكياء المتفوقين : وهم الذين تتراوح نسب ذكائهم بين ( 120- 135) ويشكلون ما نسبته 0.5% إلى 10 % .

الموهوبون : وتتراوح نسبة ذكائهم بين (135 – 145) إلى (170 ) ويشكلون ما نسبته 1% – 3% .

العباقرة : ( الموهوبون جداً ) نسبة ذكائهم 170 فأكثر وهم يشكلون 0.00001 اى ما نسبته واحد في كل مائة ألف ما نسبه واحد في كل مائة ألف أي نسبة قليلة جداً ، ويرى كثير من العلماء أن المواهب قدرات خاصة ذات أصل تكويني لا ترتبط بذكاء الفرد إلى مستوى أداء مرتفع في مجال ، لا يرتبط بذكاء الفرد يرث مثل هذه المواهب حتى لو كان من المتخلفين عقلياً .

تعريف الموهوب :-

إذا نظرنا إلى التعريف القاموسي الموهوب يتضح لنا أن الموهوب هو من وقع عليه الفعل وهو اسم مفعول من الفعل وهب ، وإن الموهوب هو شخص لديه قدره واستعداد طبيعي للبراعة في فن أو نحوه

وقد عرف ( بول ويتي ) الطفل الموهوب بأنه في رأي جماعة المربين هو الذي يتصف بالامتياز المستمر في اى ميدان هام من ميادين الحياة ، بينما يرى ( الشخص ) أن مصطلح موهوب يستخدم لوصف الفرد الذي يظهر مستوى أدائه استعداداً متميزاً في بعض المجالات التي تحتاج إلى قدرات خاصة سواء أكانت علمية ( رياضة كيميائية ، طبية ، هندسية ) أم فنية ( رسم ، تمثيل ) أم عملية ( ميكانيكا ، زراعة ، تجارة ) وليس بالضرورة أن يتميز هذا الفرد بمستوى عال من الذكاء ، بل قد يكون متوسط الذكاء ولا يشترط أيضاً أن يتميز بمستوى تحصيل دراسي عام مرتفع بصورة ملحوظة بالنسبة لأقرانه.

ماهية اللاعب الموهوب :-

” هو اللاعب الذي يتمتع بإمكانيات وقدرات فطرية مكتسبة تجعله في موقع أفضل من غيره للحصول على نتائج متميزة في نوع من النشاط الرياضي “.

الاعتبارات الأساسية الواجب مراعاتها عند انتقاء الموهوبين :

لقد نال الاهتمام بالشباب الموهوب رياضياً جزءاً كبيراً من اهتمامات الدولة والتي تثير العجب في هذا الموضوع أن العديد من هؤلاء الشباب الرياضيين قد وصلوا لمستوى القمة في النشاط الرياضي الممارس ، وقد تخطوا بأدائهم هذا ما كان مقصوراً على أنه إنجازات قصوى للاعبين الكبار ، إن هذا يعطى لنا مداولاً علمياً بأن النشئ الذي يعد إعداداً علمياً سليماً وفق أسس ومعايير مقننة فإنه يعطي نتائج مبهرة قد تتعدى حدودها ما كان مطلوباً منه .

ليعلم الجميع بأن عملية انتقاء الموهوبين ليست بمعزل عن عملية تنمية قدرات هؤلاء اللاعبين أو بعيد عنهم فإن هذين الجانبين ” انتقاء وتطوير ” قدرات المواهب الرئيسية لا يمكن الفصل بينهما وأنه لابد أن يوضع في الحسبان مكانتهما عند تصميم وتنفيذ برامج التدريب حتى يمكن الوصول إلى الهدف المحدد ، وبالرغم من وضوح الانتقاء لدى المسئولين إلا انه تعترض عملية تنفيذ هذه البرامج بعض الصعوبات ، والتي لا يمكن تجاهلها ، وهذه الصعوبات لا ترتبط باللاعب الموهوب فحسب ، ولكن ربما تكون في توصيف المتطلبات التخصصية التي يتطلبها الأداء الناتج لهؤلاء الموهوبين بمعنى أنه وضع تفصيلات محددة لكل رياضة على حدة .

هناك بعض الصعوبات التي تواجه الخبراء أيضاً صعوبة التنبؤ بمستقبل الناشئ الرياضي الموهوب مع عدم ثبات الخطط المحدد لذلك ، فالطفل الذي يظهر إنجازاً نشاط رياضي ما على مستوى البطولة ويتخطى أقرانه من السهل الحكم عليه ، ولكن من الخبرة ودراسة المواقف فقد يكون هذا الإنجاز مؤشراً للقدر والغير عادية التي أظهر اللاعب أو أنه مجرد تصارع مؤقت يرجع إلى الفرص المتميز التي حصل عليها أو مساندة من الكبار أو المدرب وقد يرجع هذا المستوى إلى النضج البدني المبكر ، لذا وجب دراسة هذه المواقف جمعاء ووضعها في الاعتبار حتى نضع الأسس العلمية السليمة لاستمرارية البطل لمستوى ثابت مع التطور والتقدم للأحسن .

الموهبة وعوامل تنميتها :-

تختلف الموهبة التي يملكها الإنسان من شخص إلى أخر فتجد الأسرة الواحدة تختلف فيها المواهب باختلاف الأشخاص الذين يمارسون تلك الموهبة ، وقد تجد فرضاً يملك عده مواهب في آن واحد وهذا قلما تجد مثله في جميع المجتمعات .

فكما نعلم أن الموهبة التي يملكها أي فرض هى نعمة عند الله تعالى وهبها الله لعباده والغرض منها هو شكره سبحانه وتعالى ، ومن هذه المواهب الموهبة الرياضية التي يملكها الكثير من اللاعبين المرموقين سواء كان عالمياً أو عربياً أو محلياً ولكن هذه الموهبة سرعان ما تتلاشى وتذهب مع مهب الريح والعوامل التي تؤدي إلى تلاشى هذه الموهبة الرياضية ويجب الابتعاد عنها وهي :-

– عدم التشجيع :

يعتبر التشجيع عامل من عوامل رفع الروح المعنوية لدى اللاعب فمتى ما توفر التشجيع أن يؤدي الدور المطلوب منه على أكمل وجه وبالتالي يستطيع أن يثقل موهبته بوجود هذا الكم الهائل من التشجيع فبدون هذا التشجيع قد تتلاشى هذه الموهبة .

– عدم ممارسة اللعبة :

وهذا العامل قد يفقد اللاعب لياقته التي يملكها ويصبح غير قادر على ممارسة اللعبة بالشكل المطلوب وبالتالي تتلاشى موهبته الرياضية بين الحين والأخر .

– الإصابات :

وهذا عامل لا يقل عن العاملين الآخرين فهناك عدة لاعبين قل مستواهم الرياضي هذا العامل والبعض الأخر اعتزال اللعب حفاظاً على مستقبله الرياضي بسبب هذه الإصابات التي تعرض لها وأثرت على موهبته الرياضية .

– عدم وجود المدرب الناجح :

مما لا شك ولاريب في أن المدرب الناجح له بصماته على اللاعبين وبالتالي على الفريق ككل ، فهذا المدرب له دور فعال في صقل موهبة اللاعب وذلك بعد دفع اللاعب في بعض المباريات إلى مركز غير مركزه الذي يلعب فيه في السابق وعدم إجلاسه على دكه الإختياط لفترة طويلة ، فهذا قد التعرف يفقد اللاعب موهبته التي تميز بها من قبل .

ما هي صفات وخصائص الموهوبين ؟

– أولاً : صفات سلوكية في النشاط الممارس :

حب الاستطلاع ، يسئل عن كل شئ وباستمرار .

لديه أفكار وحلول المشكلات ومسائل متعددة وتتسم استجاباته بالذكاء .

يعبر عن رأيه بجراءة ولا يخشى النقض .

على قدر عال من حب اكتشاف الغامض .

سريع البديهة وواسع الخيال .

يتمتع بروح الدعابة والنكتة .

مرهف الحس وذو عاطف جياشة وسريع التأثر عاطفياً .

ذواق للجمال ، وملم بالإحساس الفتى ، يرى الوجه الجمالي للأشياء .

ينسجم مع الآخرين في العمل الجماعي .

يدقق في التخاليل والتعليلات قبل قبولها .

– ثانياً : صفات سلوكية في مجال القيادة :

ذو كفاءة في تحمل المسئوليات وينجز ما يوكل إليه .

ذو ثقة كبيرة بنفسه وجرئ في التحدث أمام الجمهور .

محبوب بين زملائه .

يعبر عما يدور في خاطره بوضوح .

يتمتع بالمرونة في التفكير .

اجتماعي ولا يحب العزلة .

يدير الأنشطة التي يشارك فيها .

يشارك في بعض أو معظم الأنشطة المدرسية والاجتماعية.

– ثالثاً : صفات سلوكية في مجال الدافعية :

يسعى إلى إتقان الأعمال الموكلة إليه وينفذها بدقة .

لا يميل إلى الأعمال الروتينية .

بحاجة إلى قليل من الحث لإتمام عملة .

يسعى إلى إتمام عمله ويراجع نفسه وعمله قبل تسليم العمل .

يفضل العمل بمفرده .

يهتم بأمور الكبار التي لا يبدي من هو في سنه اهتماماً بها .

غالباً ما يكون حازماً ومغامراً .

يميز الصواب من الخطأ والحسن من الشيء .

– رابعاً : صفات سلوكية في مجال التعلم :

لديه حصيلة لغوية ومصطلحات تفوق عمره ويتقن استخدامها .

لديه حصيلة كبيرة من الملومات عن مواضيع شتى .

سريع البديهة وقوي الذاكرة .

نافذ البصيرة ومحلل للواقع النتائج بسرعة ويسأل عن كيفية حدوث الأشياء ومسبباتها .

ملم ببعض الأنظمة والقواعد والقوانين التي تساعده على وضع التقاييم واستخلاص النتائج .

حاد الملاحظة ويرى الأشياء من زوايا مختلفة .

كثير القراءة والمطالعة لمواضيع تفوق مستوى سنه.

تحديد الصفات البدنية الخاصة بالموهوبين :

تستخدم كلمات كثيرة لوصف القدرات البدنية للرياضيين مثل ( الحجم والسرعة، والسرعة الحركية والقوة والرشاقة والمرونة والتوافق والتحمل والرؤية وغيرها ) ويمكن تقسيم الصفات البدنية وتصنيفها إلى ثلاث مجموعات :

– غير مؤثرة : ( الصفة البدنية ليست ضرورية لتحقيق مستويات أداء عالية )

– مفيدة : ( صفة مساهمة ، ولكنها ليست أساسية لتحقيق مستويات أداء عالية )

– أساسية : ( الصفة ضرورية لتحقيق مستويات أداء عالية ) .

لماذا نهتم بالموهبة الرياضية ؟

معرفة الفرق بين الموهبة تبعاً للمقدرة الرياضية .

تمييز الفرق بين الموهبة الرياضية المتميزة والعادية .

تدعيم الناشئين باستخدام الأساليب الفعالة والتي تتناسب مع قدراتهم .

القياس الموضعي للقدرة الرياضية .

تعزيز عمليات التطوير .

تجنب الاحتراق .

التحلي بالصبر مع البالغين المبتدئين .

اتخاذ القرارات الجيدة حيال حياة الناشئين ، ليس فقط مستقبلهم الرياضي .

تقرير ما يجب عمله بعد اكتشاف الموهوبين .

– كيفية التعرف على الموهوبين بصفة عامة :

يرى “عبد السلام عبد الغفار” أن التعرف المبكر على الأطفال الموهوبين يعتبر خطوة هامة نحو تنمية طاقاتهم والاستفادة من إمكانياتهم، وإذا لم نتعرف عليهم في وقت مناسب ، فإنه يصبح من العسير علينا مواجهة احتياجاتهم وقد يتعرضون لخبرات تسئ إلى الاستغلال الطبيعي لمواهبهما فقد يضيع وقته من غير جدوى داخل حجرات الدراسة ، وفي كثير من الأحيان لا يستطيع الآباء التعرف على طفلهم المتفوق لعدم وجود أسس كافية لديهم مقارنة ، إلا أنهم قد يستطيعون تزويد المتخصصين لبعض الموهوبين في المنازل وهم صغار السن ، حيث تعتبر القدرة على الكلام ، والمشي في سن مبكر والإلحاح في طلب الإجابة على الأسئلة العديدة والسهولة في استخدام القرارات والأفكار والكلمات كلها دلالات مهمة يجب ملاحظتها وأخذها بعين الاعتبار

وتضيف ” نادية سرور” بأن معظم نظريات الإبداع تأكيد على أهمية مرحلتي التنشئة الولدية المبكرة للأطفال لتحقيق أكبر قدر ممكن من النمو في القدرات والمواهب .

إن الاتجاه الحديث للتعرف على الأشخاص الموهوبين المتفوقين يعتمد على دراسة الحالة بمعنى جمع المعلومات والبيانات من مصادر معتمدة ومتنوعة ودراستها وتحليلها ثم بعد ذلك الوصول إلى التعرف والتشخيص الدقيق ، ومن الوسائل والإجراءات التي تستخدم في الكشف والتعرف على الموهوبين مثل :

– اختبارات الذكاء :-

تعتبر اختبارات الذكاء من الأدوات الأساسية في الكشف والتعرف على الأشخاص الموهوبين والمتفوقين ومن هذه الاختبارات ” اختبار استانفورد بينيه ” كأحد اختبارات الذكاء الفردية ، ومع أهميتها في الكشف والتعرف على الموهوبين والمتفوقين إلا أن التناقدات التي وجهت إليها هي تصورها عن قياس الإبداع والتفكير الناقد الذي يتميز به الأشخاص الذي يتميز به الأشخاص الموهوبين والمتفوقين والمسئول عنه الجانب الأيمن من الدماغ ، وذلك لسد النقص في اختبارات الذكاء التي لا تقيس التفكير التباعدى ، وقد اقترح بعض الباحثين استخدام اختبارات لها علاقة بهذا النوع من التفكير الذي يعتبر من السمات الأساسية للأشخاص الموهوبين والمتفوقين عقلياً مثل اختيار ” بناء الذكاء ” الذي يستخدم كبديل لاختبارات الذكاء التقليدي .

– مقاييس التقدير السلوكية :

هذه المقاييس وضعت للتعرف على أساليب دراسة السلوك من خلال الملاحظة والمقابلات والطرق فترات زمنية محددة ، ويرى ” القريوني” وآخرون بأن هذه المقاييس عبارة عن مجموعة من العبارات تصاغ بطريقة إجرائية تمثل الخصائص السلوكية التي ذكرتها الدراسات على أنها تصف الأشخاص الموهوبين والمتفوقين وتميزهم عن غيرهم ، ومن أمثلة تلك المقاييس مقياس رين زولي ، وهارثمان ، وكلاهان ولا ينظر عادة إلى مقياس التقدير السلوكية على أنها أداة للكشف عن الموهوبين والمتفوقين كأداة مساعدة تستخدم جنباً إلى جنب مع الأدوات والوسائل الأخرى الأكثر دقة وأهمية ، إضافة إلى أنها رسائل مساهمة في الكشف والتعرف على الموهوبين والمتفوقين .

– تقدير المعلمين :

تقدير المعلمين أحد وسائل التقويم المستخدمة في الكشف العام عن الطلبة الموهوبين والمتفوقين عقلياً ، وقد تكون تقديراتهم غير صحيحة نتيجة لتحيزهم في بعض الأحيان ، ويكون تركيزهم أساساً على الطلبة المتفوقين تحصيلياً ، واستبعاد الطلبة المبدعين ، ولكن يمكن أن تكون ترشيحاتهم أكثر دقة ، إذا ما تدربوا على ملاحظة السلوك الذي يظهره الطلبة والذي يمكن أن يعبر عن موهبة أو تميز لديهم من هنا لا يمكن أن نعتمد على ترشيح المعلمين للطلبة الموهوبين كأساس نهائي ، ولكن يمكن الاسترشاد بآرائهم في ذلك .

– تقدير الوالدين :

بسبب التفاعل اليومي مع الأطفال ومعرفة جوانب غير أكاديمية ، فإن الوالدين يمكن أن يكون لهما دور فعال في عملية الكشف والتعرف على أطفالهم الذين يظهرون قدرات وإمكانات يمكن أن تعبر عن موهبتهم وتفوقهم ، ويمكن أن تكون تقديرات الوالدين أكثر دقة من تقديرات المعلمين ، وبالتالي تزداد دقة ترشيحات الوالدين إذا ما كانوا متعلمين أو مثقفين وعلى وعي تام بمفهوم الموهبة والتفوق .

– تقدير الأقران :

الأقران هم الزملاء ، وبذلك يطلب من الأقران ذكر الزميل الذي يتميز عنهم دراسياً وحركياً وأكثر نشاطاً وثقة بالنفس ويستطيع أن يقود الجماعة والذي يمكن أن يساعدهم في تنفيذ بعض المهارات والمشاريع ، من هنا يمكن القول إن تقدير الأقران ” الزملاء المنافسين له ” لا يقل عن مصادر المعرفة الأخرى التي تم التعرف منها على التلاميذ الموهوبين والمتميزين .

– التقادير الذاتية :

يمكن الاستعانة أيضاً بالتقارير الذاتية ” السيرة الذاتية ” وهى وثيقة خاصة بالطفل الموهوب ، إما بشكل لفظي أو وثيقة مكتوبة ، حيث يمكن الاستنتاج منها وذلك من خلال إشارات خاصة تدل على تفوق الطفل أو تميزه عن زملاءه ، إن هذا الأسلوب ربما يكون أكثر أهمية خاصة إذا كان الأطفال من تلاميذ المرحلة الابتدائية الذين لا يتحفظون عن الحديث عن أنفسهم مقارنة بأقرانهم الشباب في المرحلتين الإعدادية والثانوية العامة الذين يترددون في الحديث عن أنفسهم ، لاعتقادهم .

اعتباراً بان ذلك تدخلاً في شئونهم الخاصة واقتحام لعزلتهم الشخصية .

– اختبارات الابتكار :

نظراً للتطور الكبير الذي حدث في مفهوم الموهبة والتفوق والانتقادات التي وجهت إلى اختبارات الذكاء على أنها لا تستطيع الكشف عن التفكير الناقد المنتج الذي يتميز به الموهوبين والمتفوقين ، إلا أن هناك ثغرات في قياس هذه القدرات تتمثل في الخصائص السيكومترية التي يفرض أنها تقيس الابتكار ، وعيوب اختبارات الذكاء إلا أنها تبقى أحد المؤشرات التي يجب الأخذ بها من الوسائل والأدوات الأخرى للكشف والتعرف عن الموهوبين والمتفوقين .

– حكم الخبراء و المتخصصين :

إن حكم الخبراء كوسيلة للكشف والتعرف على الموهوبين في الميادين ، ولكن المطلوب من هؤلاء الخبراء معرفة قدرات الطلبة الحقيقية وتمييزها عن الأداء المؤقت لبعض نماذج سلوكية متشابهة مع ما يقوم به الطلبة الموهوبين من أداء فعلي وحقيقي يمكن الحكم عليهم بأنهم متميزون .

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك