فى كل دول العالم تعد أوراق ومقتنيات الشخصيات العامة والتاريخية فى مختلف المجالات الفنية والثقافية والسياسية جزءا مهما من تراث وتاريخ الدولة، تسعى للحفاظ عليه وعرضه بالشكل اللائق أمام الأجيال الجديدة وكل المهتمين بالتراث والتاريخ.
لكن ما يحدث فى مصر عكس ذلك، إذ يتم التعامل مع هذه المقتنيات باعتبارها أمرا شخصيا لا يخص سوى اصحابها فقط، ولا يعنى الدولة فى أى شيء، وهكذا يتسرب تراث مصر لمن يدفع أكثر ويتم تهريب معظمه إلى الخارج.
وقد كشف ذلك الضجة التى حدثت خلال الأيام الماضية فى أوساط المثقفين بمصر ولبنان على إثر بوست كتبه الكاتب الصحفى نبيل سيف ـ وهو أيضا أحد المهتمين بمقتنيات الشخصيات التاريخية ـ على صفحته على الفيس بوك قال فيه إنه سيحضر مزادا شخصيا جدا جدا فى شقة بوسط القاهرة مغلقة منذ الأربعينيات يخص مقتنيات الاديبة اللبنانية «مى زيادة» التى عاشت معظم حياتها بالقاهرة وعشقها العقاد وكل أدباء مصر حتى انتهت حياتها بمأساة عام1941، والمقتنيات تضم اوراقا ورسائل من العقاد وطه حسين، وامراء وعظماء وكل ملفاتها الطبية وتقارير علاجها ووفاتها وحتى مصاريف جنازتها وحساب الحانوتي، وللأسف هذا جزء من تاريخ مصر الادبى سيذهب إلى اصحاب النصيب، خاصة انها كانت عاشقة للموسيقى ولديها جرافون واسطوانات كثيرة، وأوراق بخط سيد درويش ،وتذاكر حفلات مسرحيات للريحانى ويوسف وهبي، إلى جانب حوالى 2000 صورة مع كل عظماء مصر، جواز سفرها، وبطاقتها الشخصية، وخطابات الغرام بينها وبين جبران خليل جبران، ومكتبة فيها 2000 كتاب كلها اهداءات، ومخطوطات.
وأثار نشر هذا البوست ضجة كبيرة وذهب كثيرون خاصة من الصحفيين للبحث عن هذه الشقة دون جدوي، واضطر الاستاذ نبيل سيف لنشر توضيح على صفحته فى اليوم التالى يشرح فيه أن هذه ليست مزادات تقليدية ولكن عملية بيع يشارك فيها حوالى 4 أو 5 من المهتمون بشراء واقتناء مايوجد بهذه الشقق، وأنه يحضرها بانتظام ليس بصفته الصحفية ولكن كمقتن ولديه مقتنيات ضخمة يتحصل عليها سنويا ،ويعرضها للعرض العام فى معرض مكتبة الاسكندرية السنوى «من فات قديمة»، وهو متخصص فى اقتناء الأوراق القديمة والوثائق القديمة، الخاصة بمشاهير مصر وعظمائها والتى تباع فى تلك المزادات .كما انه حريص على أن يهدى نسخة «سوفت كوبي» من هذه الاوراق لمكتبة الاسكندرية، وقد سبق أن عاين شققا عديدة عثر فيها على مقتنيات مهمة مثل مقتنيات النحاس باشا الشخصية التى وجدها فى عدة اظرف فى احدى شقق جاردن سيتي، واوراق تخص شفيقة القبطية وغيرهما ، والأهم «نجيب الريحانى» وشخصيات أخرى كثيرة منهم مثلا «جروبي»، و بطرس هنا أنه لا يسأل عن مصدر هذه المقتنيات؟
واضاف أنه زار شقة فى الزمالك بها وثائق ومستندات عن تاريخ حزب الوفد ووثائق فؤاد باشا ومحاضر تأسيس الوفد،ومخاطبات للنحاس باشا وفؤاد باشا، وكل رموز الوفد ،وانا شوفتها من شهرين تقريبا، وأن مقتنيات مى زيادة التى تحدث عنها أقل بكثير جدا من الوثائق الموجودة فى شقة الدكتور/الشاعر فى العجوزة ،والتى تضم آلاف الكتب، والمخطوطات،والوثائق، وشرائط الكاسيت الخ، وقد أقنع الاستاذ نبيل الورثة باهداء كل محتويات الشقة لمكتبة الاسكندرية وهو ماتم فعلا خلال الايام الماضية وسيكشف عن تفاصيله قريبا واسم هذه الشخصية.
التعليقات