الأربعاء - الموافق 30 أبريل 2025م

جامعة اسطنبول تحتضن إبداع سناء الشعلان

كتب :- محمد زكي

استضافت جامعة اسطنبول التركيّة/كلية الآداب واللغات في مدينة اسطنبول

الأديبة الأردنية ذات الأصول الفلسطينية د.سناء الشعلان في ندوة خاصّة وقراءة

قصصيّة وحفل إشهار وتوقيع لأعمالها الإبداعيّة الجديدة؛وقد حضر فعاليات النّدوة

والإشهار جموع من الأكاديميين في الجامعة وخارجها والطلبة والإعلاميون

جامعة اسطنبول تحتضن إبداع سناء الشعلان

والمهتمون.في حين أشهرت في الحفل أربعة أعمال جديدة للشعلان،وهي:تقاسيم

الفلسطيني(مجموعة قصصية)،وحدث ذات جدار(مجموعة قصصية)والذي سرق

نجمة(مجموعة قصصية)،وأعشقني(رواية)،وذلك على هامش حفل توقيع لها جميعاً.

وقد شارك في أعمال النّدوة والإشهار وحفل التّوقيع كلّ من الدّكتور عمر إسحاق

أوغلو من كلية الآداب واللغات الذي وطأ للنّدوة التي أشرف على فعاليتها كاملة،كما

قدّم ترجمة فوريّة من العربية إلى التّركية وبالعكس لفعاليات النّدوة والنقاش التّفاعلي

الذي دار على هامشها،كما شارك فيها أ.كمال بن جعفر من الجزائر الذي قدّم

جامعة اسطنبول تحتضن إبداع سناء الشعلان5

الشّعلان وأدار النّدوة باللغة العربيّة،في حين قدّمت أ.ياسمين تورولو الشعلان باللغة

التّركية،وقدّم د.محمد زعيتري من الجزائر أستاذ المسرح دراسة نقديّة عن إبداع

الشّعلان حيث أشار إلى خصائص إبداعها القصصيّ الذي عدّه بصمة خاصّة في

المشهد الإبداعيّ العربيّ الحديث،مشيراً في الوقت ذاته إلى أهم سمات إبداعها لاسيما

القصصي،ولغتها الجميلة التي تلعب دور البطل في إنتاجها،فضلاً عن التّوقف عند

كتابتها في مواضيع فنتازيّة وخيال علمي بطريقة خاصّة تُعدّ شكلاً جديد من أشكال

وقد قدّمت د.سناء الشعلان ندوة مطوّلة عن فن القصّة الأردنية والفلسطينية في ظلّ

الدّفاع عن القضيّة الفلسطينيّة،وأشارت إلى اللّحمة الأصيلة بين المشهد الإبداعي

جامعة اسطنبول تحتضن إبداع سناء الشعلان6

 

الأردني والفلسطيني،وإلى اضطلاعهما بدورهما المشترك والمقدّس في أدب

المقاومة الفلسطينية والعربيّة والإسلاميّة في مواجهة الاحتلال الصّهيوني الغاشم،كما

أشارت إلى أهم موضوعات هذين المشهدين مع التوقّف عند سمات التكوين

والموضوع وأهم رموز الإبداع والمنتجات الإبداعيّة على امتداد نصف القرن الأخير

من التّاريخ المعاصر،كما توقّفت عند أهم ملامح التجديد والحداثة والتّحدي والهمّ

والاشتغال في هذين المشهدين،وختمت ندوتها بالتعريج على أهم الأعمال الإبداعيّة

الأردنيّة والفلسطينيّة التي لا يمكن أن نعدّها إلاّ أدباً مقاوماً للصهيونية بامتياز.

وذكرت الشّعلان أنّ إبداعها أسير قضيتها الفلسطينيّة،وما قلمها إلاّ نضالها الخاصّ

في سبيل إيصال قضيتها الكبرى إلى العالم كلّه في ظلّ هجمات شرسة على

نزعتها الإنسانيّة،ودفاعها عن قضيتها الفلسطينيّة،وتجديدها في الشّكل

الكتابة فنتازيّة الكتابة الإنسانيّة.

جامعة اسطنبول تحتضن إبداع سناء الشعلان2

1

وطنها،وقالت بأسى :”وطني فلسطين لاسيما مدينتي الخليل تجابه بصمود تاريخيّ

مشرّف هجمات صهيونيّة شرسة في هذه اللحظات التّاريخيّة الدّامية”،وأنّ العالم كلّه

مسؤول عن التّصدي لهذا الاحتلال الصّهيونيّ الغاشم،مشيرة إلى الدّور المشرّف

لتركيا في دعم عدالة القضية الفلسطينية.وقد دعت الشّعلان إلى أن تكون قراءة

إبداعها المقاوم من زاوية فضح الاحتلال الصّهيونيّ أمام العالم كلّه،وإيصال مخازيه

وجرائمه إلى العالم بأسره،وتسجيلها للتّاريخ والأجيال المقبلة،لا مجرّد تذوق أدبيّ

رهين الإعجاب أو عدمه.مؤكدة على أنّ “”القضيّة الفلسطينيّة هي ضمير الأمّة

مشيرة في الوقت نفسه إلى أنّ هويتها الإبداعيّة هي أداتها للعيش والتّفكير والنّضال

كما هي طريقتها المقدّسة للانتصار على هزيمة الواقع،ودون الكتابة هي خارج

الحياة،إذ قالت :”الحياة هزيمة كبرى،وهذه الحكاية الأولى في عرفي،وكي أنتصر

على الهزائم أكتب الحكايا دون توقّف،فمن الهزيمة صنعت أطواق النّجاة،ومن الموت

وقد انتهت النّدوة بقراءة قصصيّة لبعض قصص الشّعلان من المجموعة القصصية

“الذي سرق نجمة”،ثم تلا القراءة فتح باب لنقاش طويل مع الأديبة الشّعلان من

قبل جمهور الحاضرين حول جدليات التّشكيل والرّؤية والإبداع في قصصها،إلى

جامعة اسطنبول تحتضن إبداع سناء الشعلان3

 

جانب تبادل الدّروع والهدايا التّذكاريّة،وتوقيع الإصدارات الجديدة للشعلان لجمهور

وقد عُقد على هامش النّدوة لقاء فكري أكاديمي في قسم اللغة العربية في كليّة

الآداب واللغات في جامعة اسطنبول،حضره رئيس قسم اللغة العربية ونائب عميد

كلية الآداب أ.د حسين يازجي،وعدد من أعضاء هيئة التّدريس في القسم،وعلى

رأسهم أ.د عبد الله كيز يلجيق،حيث دار النّقاش حول ملامح الأدب المعاصر في

الوطن العربيّ،وهموم الإبداع والمبدعين،واتّجاهات التّشكيل وملامح الفكر والحداثة

جامعة اسطنبول تحتضن إبداع سناء الشعلان1

 

من أجواء القراءة القصصية في النّدوة:” أقدام”: “قدماها أُستشهدتا في المعركة

كما أُستشهد أهلها جميعاً في غارة صهيونيّة على بيتهم،الآن هي يتيمة وحيدة في ليلة

عيد في المشفى البارد في إحدى مستشفيات غزة،شعر أصدقاؤها الصّغار بالذّنب وهم

يختالون أمامها بأحذيتهم الجديدة،وهي كسيرة الخاطر دون قدمين.في اليوم الثّاني من

العيد جاءوا جميعاً لزيارتها حُفاة الأقدام دون أحذية جديدة تختال بفخر في عيدها

” رجال”:”أمرها الجندي الصّهيوني أن تقف بعيداً عن الجنود الرّجال إلى حين

تفتيشها من قِبَل مجنّدة صهيونيّة قبل أن يسمح لها بأن تدخل إلى قريتها حاملة الخبر

لأولادها الأيتام أولاد الشهيد.ابتسمت المرأة الفلسطينيّة باستهزاء،وحدّقت في عينيه

” دواء”:”هو طفل في السادسة من عمره،لا يفهم معنى حظر التّجول المفروض

على مدينته جنين،ولكنّه يعرف أنّ دواء أمّه قد نفد،وأنّه دواء مهم يكفل لقلبها أن

يستمرّ في القرع،وإن بقيتْ يوماً آخر دونه فسوف تموت،يصمّم على أن يخرج من

وبوصلة العدالة الإنسانيّة”.

صنعت بشراً لا يموتون،…عليّ أن أكتب كي تتغيّر أقداري”.

الحاضرين.

والأصالة والمعاصرة.

الحزين.

متحدّية،وسألته بتقزّز: ” أين هم الرّجال؟”

2

البيت ليحضر الدّواء لها،يطلّ برأسه من بيته،ويخطو خطوات قليلة خارجه،تغتاله

الرّصاصات الصهيونيةّ،ينهار أرضاً ميتاً،ويده الصّغيرة تأبي أن تفلت علبة الدّواء

الفارغة”.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك