الجمعة - الموافق 25 أبريل 2025م

حرية اذنى !! بقلم: فايز فرح

الحرية هى أثمن وأغلى وأروع ما يملكه الإنسان، فهى التى تشعر الإنسان بانسانيته، وهى التى تدفع فيه حب الحياة والامل فى حياة افضل، وهى التى تجبرنا على احترام بعضنا البعض، واحترام الرأى والرأى الآخر.

من هنا نقول أن الإختلاف فى الرأى لايفسد للود قضية فى الامثال الفرنسية مثل يقول: حريتك تنتهى عندما تبدأ حرية انفى، وهناك قصة لهذا المثل: جلس صديقان على الرصيف يستريحان، وقام الأول بحركة رياضية للتخلص من الكسل، وتمطع كما نقول، واثناء فعله هذا لمس بيده انف الثانى مماجعله يعترض، فقال له الأول: أنا حر! فيما أفعل، فرد عليه الثانى: حرية يدك واصبعك تنتهى عندما تبدأ حرية أنفى…

هكذا حرية اى انسان يجب الا تجور على حرية الاخر، فأنت حر ما لم تضر. واصبح هذا مثلا فى فرنسا. كاتب هذه الكلمات يؤمن بأهمية المثل ويتمنى أن يطبقه المصريون ويؤمنون به فعلا.

المهم اننى على هذا المنوال اريد ان اقول ايضا: حرية كلامك وصوتك المرتفع ينتهى عندما تبدأ حرية أذنى.

فليس من المعقول أن يتحدث الناس فى كلام فارغ، وبصوت مرتفع عبارة عن صراخ ويصب ذلك كله فى أذنى! فمنذ ان تخرج كل صباح وتسمع كلاما كثيرا كثيره رغى ونميمة وشتيمة وسب وقذف، والفاظ خارجة عن اللياقة والآداب- جارحة- ورائحتها قذرة، وقليلة مفيد له معنى وهدف، هذا شئ لا يطاق، وقد اشتهر الشعب المصرى-للأسف- بحب الكلام والرغى والصوت العال، لدرجة أن حاسة السمع عندنا مهددة  بالطرش المستعجل نتيجة لهذا مع اضافة اصوات الشارع والباعة الجائلين الذين يستخدمون مكبر الصوت، وأصوات كلاكسات السيارات والأتوبيسات، واجهزة الراديو والكاستات، هذا غير الافراح والليالى الملاح التى  تجعل من الشارع مسرحا للعرائس والبهلونات والاغنيات الهابطة وغير الهابطة، ناهيك عن استخدام اصحاب الافراح للالعاب النارية والصواريخ وكل الأشياء التى تحول الشارع الى معركة حقيقية، وعندما تتحدث عن المرضى والمسنين ومذاكرة التلاميذ والطلاب يقولون لك: عقبال عندك، وهذه الجملة معناها إخرس واكتم ولا تعترض.

المصيبة أن الصواريخ وطلقات الرصاص المدوية هذه تسبب الرعب للاطفال والمرضى والكبار، وبخاصة اننا نعانى من هجمات وسخافات الارهاب، ومجرد صوت طلقات يرهبنا، لكن هذا لا يهم اصحاب الافراح الذين يفرضون علينا ان نخاف ونرتعب وترتعد اجسامنا من اجل عيونهم وفرحتهم، والقانون دائما فى اجازة فنحن نعلم ان هناك قانون يعاقب كل من يفعل ذلك، ويسئ للشارع والناس، ويحدث هذا نهارا جهارا  بل وامام اقسام الشرطة ولا احد يتحرك، اوعلى الأقل يقول للمسئ خف ولاداع للإزعاج. ويحدث أحيانا أن تصيب طلقات أصحاب الفرح أهاليهم والمدعوين والمارة فى الشارع قتل حقيقى وشهداء لأصحاب الافراح نتيجة لعدم الشهامة وعدم الشعور بالمسئولية، وامام القانون العاجز الذى دائما فى اجازة خارج الخدمة.

ألست محقا عندما اطالب بحرية اذنى التى هى جزء مهم من حريتى الشخصية والإنسانية.

وكله كوم والمحمول فى الاتوبيس كوم اخر، لقد اصبح استخدام التليفون المحمول فى الاتوبيس مصيبة وهوسة ودوشة، وتخترق أذنك اخبار البيوت، وحتى اسرارها وبخاصة من السيدات الفضليات اللائى لا يجدن شيئا يفعلنه الا الحديث فى المحمول، واجدنى محاصر بين سيدات ورجال مرضى بادمان الحديث فى التليفون ورغى فى كلام فارغ، ودردشة فيما لا يفيد، وتكون النتيجة صداع شديد، وتحول الأتوبيس الى ساحة ومكلمة واصوات مرتفعة تحرمك حتى من التفكير أو القراءة أو الهدوء المطلوب.

ان الهدوء نعمة، وهل اطلب من السادة المسئولين عن النقل العام منع وتجريم استخدام المحمول فى اى وسيلة للنقل أرجو ذلك

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك