الأحد - الموافق 27 أبريل 2025م

شفاف .. اعلامنا مشغول بقلم: نبيل عدلى

دون مبالغة ربما تقع كوارث عديدة فى مصر يشارك فيها الإعلام المقروء والمرئى بقدر قليل.. كيف.. من السبب.. إلى متى.. وهل نظل طويلا ندور فى حلقة مفرغة من اللامهنية بل واللا وطنية بقصد أو بدون، “تحكمنا العشوائية وعدم الالتزام بقواعد ومبادئ العمل الاعلامى؟!!

كم هو خطير دور الاعلام الذى يوجه ويؤثر سلباً وإيجابا بحسب الأداء.. فى الآونة الاخيرة بلغ سوء الأداء مبلغاً كبيراً وفى حادثة انفجار الطائرة الروسية فوق سيناء تحديداً كان الأداء من أسوأ ما يكون (الانتقاد هنا موجه لبعض القنوات والاعلاميين) بل وصل التطاول على رحلات الرئيس ووصفها بالكثيرة بينما قضايا الوطن فى الداخل تزداد خطورة من وجهة نظرهم).. ولنتناول الاداء الاعلامى فى المجمل… بمعنى أنه لا ينطبق على كل الاعلاميين فهناك الشرفاء الذين يخافون على الوطن كما أن هناك قنوات وصحف وطنية تراعى مصلحة الوطن فى المقام الأول.

لدينا شريحة إعلام يتغافل عن قضاية الساعة وينصرف إلى قضايا بعيدة عن هموم رجل الشارع أو قضايا لا تهم المواطن البسيط ومن ثم فهو غير جذاب غير مؤثر، غايته تحقيق الربح وجذب الاعلان الذى يحقق استمرارية القناة أو الصحيفة ولو على حساب المهنية وحقوق الوطن والمواطن.

من اهم ادوار الاعلام الوطنى الجانب التوعوى. فالاعلام يحل ضيفا على كل بيت ومن  السهل جداً تقديم وجبة توعوية فى شتى المجالات من خلال متخصصين الامر الذى من المؤكد أن يكون له مردود طيب على المواطن والوطن ويدرأ أزمات عديدة من خلال الوعى الذى تشكل مع السنين عبر اعلام واع مخلص نحو الوطن.

لدينا قنوات عديدة خاصة وهذه ربما تكون ميزة لكنها فى الوقت نفسه أضحت عيباً.. هى ميزة بتعدد الاراء ووجهات النظر وعدم احتكار الساحة برأى أوحد بل أراء تصب فى النهاية للصالح العام بالايجاب. أما أن تعمل الصحف والقنوات الفضائية لصالح توجهات ملاكها من أصحاب رؤوس الأموال فهذا مالا يصح خاصة عندما تتعارض توجهات هؤلاء مع مصلحة مصر.

لقد اصبح لدى مصر عامل هدم من الداخل بفعل بعض الاداء الاعلامى غير المسئول لبعض الاعلاميين وبعض القنوات الفضائية من خلفهم.

وهذا العامل الهدام من أخطر ما يمكن أن يواجه مصر من أخطار.

اعلامنا حتى الوطنى منه يتحدث العربية بمعنى أننا نناقش بعضنا البعض ولا نخاطب العالم بلغاته، فنعرض قضايانا حتى اذا ما برزت مشكلة اقليمية تكون وجهة النظر المصرية واضحة امام العالم خاصة أن هناك القنوات التى تنشط ضد سمعة مصر على كافة الاصعدة واعلامنا لا يبالى.. فلماذا لاتوجد برامج بلغات العالم تدخلنا ضمن دوران الالة الاعلامية الدولية؟!.

لماذا يتمحور معظم إعلاميينا حول قضايا مختلفة عن قضايا المواطن.

فأسعار السلع مثلا فى ارتفاع جنونى بسبب سعر الدولار امام الجنيه المصرى بينما يتعين على الاعلام التركيز بشكل مكثف على قضية الاسعار وكيف نحل اللغز رغم كونه واضح الاسباب. ولدينا خبرات عالمية فى شئون الاقتصاد بل أمامنا تجارب دولية لدول مرت بنفس الازمات وخرجت بحلول عملية وأصبحت تجارب ناجحة يمكن أن تحاكى وتطبق.

إعلامنا (أقصد بعض الاعلاميين) أدمنوا استفزاز المشاهد والضيف فما يكاد يتحدث الضيف المفترض أنه متخصص فى الشأن الذى يدور حوله  النقاش حتى يتم مقاطعته وأحيانا كثيرة يجرى التسابق معه فى سرد المعلومات من باب” فرد العضلات” وتسويق الذات بامتلاك كم معلوماتى لا بأس به…

ناهيك عن الاعلاميين الذين ينشغلون بمعارك جانبية مثل معركة فتاة مول مصر الجديدة والاداء غير المهنى فى التعرض للحدث وتطورالأحداث.

بلغ سوء الاداء المهنى عند البعض بابداء الرأى فى حادثة انفجار الرحلة المدنية الروسية التى اقلعت من مطار شرم الشيخ ثم انفجرت فى الجو فوق سيناء. ولما أبدت بعض شركات الطيران من باب الاحتراز عدم الطيران فوق سيناء واختيار مسارات جوية بديلة تفتق ذهن بعض الاعلاميين بأن الطائرة انفجرت بصاروخ إرهابى سيناء أوقنبلة داخل حقيبة بالطائرة.

بل حتى زيارات الرئيس التى أعادت مصر للأسرة الدولية لثقلها السياسى وجهت لها الانتقادات بصورة فجة…

نحتاج تقييما شاملا لأداء الاعلام المصرى الذى يشهد انتخابات برلمانية فى غاية الاهمية ويقصر تقصيرا فجاً فى حق المصريين.. فالى متى ينشغل اعلامنا الموقر؟!!

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك