الأربعاء - الموافق 13 نوفمبر 2024م

صدرت رواية « الإفطار الأخير» للكاتب والصحفي “هشام شعبان”

هشام شعبان
عن مؤسسة
شمس للنشر والإعلام؛ صدرت رواية « الإفطار الأخير» للكاتب والصحفي “هشام شعبان”. تصميم غلاف الرواية للفنان الشاب محمد البيلي.


في رواية “الإفطار الأخير” يغوص هشام شعبان في أبعاد المجتمع المصري ببيئتيه سواء المدينة أو القرية، مازجًا بأسلوبه السهل والسلس بين الشخصيات الرئيسية والثانوية التي تتصارع معًا في مناخ يغلفه الفساد بأنواعه: الأخلاقي والديني والاجتماعي والسياسي، مُعرِّيًا عورات المجتمع الذي تشابكت فيه السياسة بالدين بشكل فج، حتى اتُنهكت القيم وانتزعت معاني الشرف لدى “رجل الدين” ولدى “الرجل الكبير” الذي يملك الخيوط بين أصابعه فيحرِّك ويخطط ويقود في الخفاء.
في قرية “الحجر” وفي شهر رمضان، أناس يمارسون البغاء والغش والنفاق، تتلاقى أرواحهم الشريرة الخبيئة مع أرواح أخرى مريضة تهب عليهم، فيكون اللقاء في ذروته.. في شوارع القرية ومساجدها.. في الغيطان والبيوت.. في صخب المدينة وقسوتها، اتفق أبطال الرواية في نفوسهم الأمارة بالسوء دون أن يتعارفوا.. الكل سقط في الخطيئة بشكلٍ ما، والكلُّ مُدان… إنها صور مجتمعية نراها ونغض عنها الطرف، لكن المؤلف أبى أن يصمت عن المسكوت عنه، وكشفها فوق مائدة الإفطار الأخير، ربما تكون هى إشارة أيضًا إلى أخر إفطار تقبل من هذا المجتمع المتدين بصوره.
جرس إنذار يدقه هشام شعبان لهذا المجتمع، التحذير يأتي من نواحٍ شتى، بداية من الرأس حتى الذيل، الكل في “الإفطار الأخير” مُتهم، سيلقى عقابه، لكن السخط يأخذ بين طياته أنُاس كانت أقصى طموحاتهم الحصول على “لقمة هنية”… وحين يلتقي الجميع على مائدة الإفطار الأخير، وفي المسجد، مع أذان المغرب، يكون العقاب الإلهي الجماعي، فلا تشفع الأذرع التي تمتد لأعلى طلبًا للنجاة، إلى ربهم الأعلى، لكن دون إجابة، في مشهد معتاد منذ أغرق قوم نوح وسخط قوم لوط وعصف بعاد وثمود..

اختار المؤلف أن تكون روايته من نوعية الروايات السريعة والسهلة في قراءاتها، إدراكا منه لطبيعة وخصائص القارئ العصري الذي لا يملك رفاهية الوقت ولم يعد يولي أهمية كبيرة لتفاصيل التفاصيل.. ومن خلال دقة الألفاظ والمعاني وقوة التشبيهات يطرح المؤلف فكرته، التي تميل إلى الغموض في تسلسل أحداثها، فتتوالى بسرعة حينًا وببطء حينًا آخر كلً على حسب الموقف والمشهد.

صدر للمؤلف من قبل، المجموعة القصصية “رجل العباءة”، وهي مجموعة قصصية متنوعة تركز في مضمونها على قدسية رجال الدين وما تخفيه نفوسهم وكيف وصلوا بالمجتمع إلى هذا الحد من التطرف والغلو في الدين.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك