يفتقر الى الظل ولا يفتقر الى الأمان ، يرى الوجود رث والحياة لا تقترب من هدى الروح وونس الإنسان ، يفرك عيناه كاطفل وليد اللحظة ، يرى الدنيا لاول وهله ، تتحكم روحة ويستكين جسدة فى ومضة ، يرى نفسة فى ثبات يحكم المجرمين فى حجرة مسجنه ، منذ دقائق قليلة فقط ، كان اشرس البشر ، يصفع حمدان الجمل الذى يفوقة فى العقل والجسد مرات ، ويقبض على فزاع المجرم الذى سجن فى قتل زوجتة ، اما المعلم مندور كان يراود اسعد بالمحبة قبل خروجة من السجن ، تحسبا حتى يكون فى انتظارة حين خروج الاخر من محبسه ، الكثير والكثير لهم القصص والمغامرات فى مخيلته
اما الان هو ذليل مكسور ،، لا يرى الا بطنه الفارغة من الطعام وريقة الجاف من المياة والعصائر المرطبه ، راودتة فكرة ، لو يذهب الى زوجته القديمة ، انما جاءه الرد سريعا من الذاكرة :
هى اصبحت طليقتك ، ليست زوجتك .
هنا توقف قليلا ، راودتة فكرة الإنتقام لما حدث
من زوجته التى طلبت الطلاق بعد عام من السجن
من اخوتة الذين لم يسئلو علية طوال خمسة اعوام
من اصدقائة الذين تناسوا اسعد
إنما
هربت كل الأفكار ، عندما ابتسمت له العجوز وقالت وهى تنظر من النافذة مثل القط الشريد :
ايها الشاب هل تساعد امراة مثل امك .
ابتسم اسعد مقتربا وهو يتمتم :
حتى الان لم اعلم اننى مازلت شاب
ربما اخذ السجن من اسعد شباب عمرة ، انما رغم الظروف ترك له قليلا من لمحة الشباب
تودد اسعد للعجوز :
نعم نعم يا امى ، كم يسرنى ذلك
كانت اللحظة تخلو من المصير المتوقع ، عندما دخل اسعد منزل العجوز وكان لقياه بالود والمحبة ، واكتشف اسعد انه يميل بالحنين لأمة ، رات العجوز فى عينية لمحات من الذل والإحتياج ، حتى هدت الية الطمأنينة والسكينة والطعام ، مال جسدة وغفل فى ركدتة .
لم يستفيق اسعد الا فى الصباح والمراة تأمرة بمزاح ملحوظ : الم تتاخر على العمل يا ابنى؟!
يتنبه اسعد وهو فى خوف وترقب :
اى عمل يا سيدتى
المراة فى حنان مبالغ حزين :
هل انت وحيد ؟!
ينكس اسعد راسة فى خشوع قائلاً:
نعم ، مقطوع من شجرة
تخطو المراة بعجزها وترهل جسدها تتحدث بصوت واهن :
اذ مكانك هنا وانا امك التى سوف تقوم بالإهتمام بها وبمرضها ، الا تريد ان تهتم بامراة عجوز وتكون مثل ابنها الوحيد
يتفاجأ اسعد متسائلا:
إنما اين اولادك وبناتك و زوجك
قالت المراة بوهن :
ان اخر امراة عجوز فى شجرة العائلة ، بلا اولاد بلا بنات ومات زوجى من زمن ، انا اعيش وحدى .
لم ينول امر العجوز فى نفس اسعد بالسعادة ، تساءلت نفسة العنيدة :
لما الغريب؟! يسترق قلبة بالعطاء والود والقريب ينكرنى ، لم يصدقوا يوما اننى برئ من تلفيق تهمة الإحتيال
شغالتة فكرة الإعتراف للعجوز عن امره ، ظل شهور واعوام مع العجوز وهو يحاول ان يعترف لها ، الى ان اتت تلك الليلة التى خاضت العجوز باربابها افظع الأوجاع وتنفست بصعوبة المخلوق الذى سيفارق الحياة ، وارعست السمع لاقوالها يبطئ :
لن تتشتت بعدى ، فقط اذهب الى من يخصة الأمر فى الميراث وعقد البيت ، سترى كل الاشياء باسمك ، من تنازل خاص منى اليك ، قبل شهر .
و…
ماتت الغجوز ، تسلم اسعد الميراث ، ومن الغريب ، فتحت الدفاعر القديمة ، بعدما بحث محامى الراحلة عن قصة اسعد القديمة ، ظن ان رحيل العجوز بمقتلها ، واعلن السر للعلن ، ثوابت الظنون والاتهامات نحو اسعد
زج اسعد من جديد بالسجن ، متهم فى قتل العجوز ، ينتظر من السماء الفرج ، او صدفة خبيثة اقل حظ ، تقول ان العجوز ماتت مسمومة .
التعليقات