الجمعة - الموافق 11 أكتوبر 2024م

قصة قصيرة …فى الليل ..بقلم عبير صفوت محمود سلطان

كان ملقاه بطريقة عشوائية تحت ظل الشجرة ، كا طلقة فارغة اُستهلكِت ونفذت قوتها ، دخان يفوح كارائحة الغموض حول القصة ، ان اقتربت ، سترى جثمان لرجل ثقيل ، سيء المظهر ، وسيء الركيزة والنية ، لا يعرف العالم ويجهل بالاُمور ، جاهل على الأرض ، بشرى مشوش يعيش فقط .
يسيل دمائة اسفل جسدة ، لا تعرف من النظرة الأولى ، اذ كانت الدماء من جسدة ام من روحة المجروحة .
عاش عبد العظيم مجروح الروح والخاطر ، مجروح القلب و شذور تهلكة من بقاية تعب المشاعر ، ان نظرت الية ، سوف تقراء على جبينة العريض ، عزيزة ، وكانت عزيزة ، الا من اراد قلبها ، كان يسكن لها مرافق .
: عزيزة لا داعى للتهرب .
:ابدا يا بية لقد قاومت ، حقا لقد قاومت ، كانت نظراتة الدامسة الطيبة تقول الكثير .
يتنهد المحقق متداعبا :
إنما القلب ، كان به قاسم .
تتفوه بكلمات حالمة جادة :
كان قاسم بقلبي ، قبل عبد العظيم ، عبد العظيم فرض نفسة وقلبة ، وانا قد اخترت .
يقطع المحقق إيابا وذهابا بالمكان قائلا :
كان قلبك حينها مشغول .
عزيزة بطيبة مفرطة :
وكيانى كلة .
ماذ ترى فى ذلك ياممدوح ؟!
الحقيقة لا ارى الغريب فى ذلك ، يا حضرة المحقق .
: ماذا ترى فى ذلك ؟! بما انك الصديق المقرب لعبد العظيم .
لا ارى غرابة فى النهاية ، الموت كان متوقع .
سرد ممدوح عن تلك الليلة:
كانت السذاجة لا تخلو من الرهاب ، برغم الذى كان يزاولة عبد العظيم من إجهاد فى عملة ، الا انه كان مرهف العواطف ، كان يتابع عزيزة بإهتمام ، نظرا لان عمل عبد العظيم كا سائق فى الجوار من عقار عزيزة ، يعطية حق متابعة عزيزة ، لم يتوقف الأمر على ذلك ، اعطاه الحق ايضا فى متابعة ادهم رفيق عزيز .
يخرج المحقق عن صمته متسائلا :
هل كان هناك ؟! علاقة رسمية بين ادهم وعزيزة.
ممدوح :
كانت شبة رسمة ، كان متواعدان للإرتباط.
يستكمل المحقق ، كأنة يريد ان يغلق القضية :
شعر أدهم بالفيرة ، بعدما لاحظ إهتمام عبد العظيم لحبيبة عزيزة المبالغ به ، فقرر الإنتقام منه و ..قتلة .
يؤكد ممدوح :
أدهم ليس قاتل وعبد العظيم ، أبدا لن يكن ضحيتة .
يبتسم المحقق بمكر متسائلا:
ترى من يكون القاتل؟!
تتصدر الأقوال فى تلك الليلة ، عن زائر الليل الغامض العنيد ، رجل ذات بشرة سمراء قوية لآمعة ، يفرض نفسة بالمرور القائم على الأحياء البسيطة ، شبة عابر بلا عمل ، يظهر بالمكان ليلاً ويتلاشي عند الصباح .
يتفكر المحقق فاضل بإهتمام:
ترى ماذا كان يفعل فى خلود النائمين ؟!
لاحت إحدى النساء بالشهادة :
رأيت الرجل عدة مرات ، فى جنح الليل الساتر ، يتجول حين بزوغ الفجر .
المحقق فى قلق :
ماذا كان يفعل بظهورة هذا .
قبض المحقق القلم بقوة اصابعة يوجه استفسار مزدوج للماهجر من موطنة :
انت اعلم بالظنون يا جاثر !
يطهق جاثر :
لا ادرى ، ما الظنون فى هجرتى من بلدى ؟! و.. تجولى فى شوارع القاهرة الليلية ، بعيدا عن الوافدين من كل مكان
المحقق يؤكد :
اليس هناك فى السلوك غرابة ؟!
جاثر بعيون منكسة وشيء من التسليم :
الغرابة فى تركنا لاوطاننا ، الغرابة فى الهروب من الناس خوفا من التنمر ، الغرابة فى الخوف من المواجهة والتسلل ليلا ، فقط لكى نشعر بالأدمية
يجهر الطبيب الشرعي قائلا:
بصمة واحده كانت مختبئة اسفل سروال الجثة ، لم تكن متوقعة .
يتسال المحقق بوفاض الصبر :
لمن تكون ؟!
الطبيب الشرعى :
والد المعشوقة.
لم انوى التخفى أو التنكر ، لم يكن فى عقلى نية القتل .
المحقق بكل هدوء :
سوف تسرد الان ، ماجال بنفسك ؟! من حين ملاحظة حالة العشق التى تبنت عبد العظيم ، تجاه ابنتك عزيزة ، ستسرد ايضا ، كيف تمت الجريمة ؟!
يجهر الاب مدافعاً عن نفسة :
لم يكن الامر مهيئا لجريمة ، كانت تلك الليلة شديدة السواد والظن ، كان قلبي يحتقن من الصباح ، حين اعلن ادهم قرار انفصالة عن عزيزة قال الاب منهارا :
هل تعلم كم اعانى ؟! من الكبد والعمل وانا احلم بهذا اليوم ، زواج عزيزة من ادهم ، انما عندما جاء هذا الرجل البليد الطيب الساذج ، اختلفت كل الموازين.
المحقق يعاون الاب فى افكارة :
اكتشف ادهم حب عبد العزيز المجازف الى عزيزة .
الاب يتهور :
ابنتى لم تحب عبد العظيم .. زوجها المستقبلى ادهم كان يعلم ذلك
المحقق : ان كان الأمر كذلك ، لما الداعى لطلب الانفصال من قبل ادهم ؟!
: كانت نظرات عبد العظيم البلهاء الساذجة تؤثر فى ادهم ، زاد الوسواس بقلبة وتهور وتلفحة عمى الافكار ، لم يرى امامة غير الإنفصال ليكف الصراخ براسة ، ليتخلص من الم الشك و الغيرة
يلقى المحقق حجرا فى مياة راكدة :
فقررت الإنتقام لذلك .
لم يهتز الأب مستكملا :
كنت اعبر الطريق المقابل للمنزل ، حيث الشجرة الكبيرة كثيفة الاوراق والفروع ، كانت بها ذكريات مؤلمة مع الساكنين .
فان قريتنا اشبة بالمعزولة ، يتم بها الثأر والإنتقام فى سواد الليل ، صادف عودتى فى تلك الليلة ، وقد رايت رجل ضخم اسفل الشجرة منهار الدموع ومشعث الهيئة ، تحققت من الأمر عند الإقتراب ، زادت إدانته بعينى وجهرت بالبراح :
كيف لك تبكى وانت المدان ؟! لقد خربت حياة ابنتى ، لقد قرر حبيبها اعتزال العلاقة بينهما ، لقد حطمت حياة ابنتى
جال الرجل باستحلافى انه خير الرجال والسند لعزيزة ، استقر الرجل فى وقفتة مطوحا جسدة فى اسفل المكان ، لم يحرك ساكناً ، جرأ رصاصة طائشة ليلية ، مات على اثرها نتيجة ثأر وعادات وتقاليد عقيمة ، كان عبد العظيم الضحية وكنت انا المشترك فى الذنب بلا ذنب ، ربما كان موت عبد العظيم نظير حكمة .
يردد المحقق بعد ان تاكد من الرصاصة الطائشة التى تعود لمالكها المتزمت من عائلات القرية
يردد بشيء من التسليم :
حقا ربما كان موت عبد العظيم لحكمة .

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك