الأربعاء - الموافق 16 أكتوبر 2024م

تقنين فساد الكتاب الجامعى بقلم :- محمود عبد القادر

صرح د.أشرف حاتم، أمين المجلس الأعلى للجامعات، أن قرار جامعة القاهرة الخاص بإلغاء التدريس بالملازم والمذكرات، قرار جيد ، وسيتم تعميمه على الكليات العلمية بداية من العام المقبل عن طريق لجان القطاع ، وإنى أرى هذا القرار فى منتهى الخطأ؛ فبدلا من سعى المجلس الأعلى للجامعات لتقنين المواد العلمية لمناهج الجامعات نجده يسعى لتقنين الوضع الحالى من فساد المناهج الجامعية والكتاب الجامعى بقرار رسمى.

أرى الكتاب أساس العلم لأنه يقنن المادة العلمية ويحميها من التحريف والخطأ.

وفساد الوضع الحالى فى الكتاب الجامعى حالتان:

الأولى: حالة إعداد الكتاب من قبل الكلية وسيدرس كل موضوع فى الكتاب أستاذ معين وهذا معناه أن كل موضوع فى الكتاب ليس مكتوبا على هوى الأستاذ الذى سيشرحه فتجد كل أستاذ عندما يدرس الجزء المطلوب منه يشرح أشياء غير موجودة فى الكتاب تماما ولا يستطيع الطالب أن يعارضه لأنه هو الممتحن ويكون الطلاب مطالبين بكتابة كل كلمة يشرحها وراءه وهذا يستحيل عمليا لأن هناك أشياء لا يمكن كتابتها وراء الأستاذ بصورة صحيحة مثل المعادلات والرموز الكيميائية والمصطلحات.

الثانية: حالة ترك إعداد الكتاب كلية بدءا من المادة العلمية إلى النشر والتوزيع لأستاذ المادة وهذا يسبب المساوئ الآتية:

1- رفع سعر الكتاب لزيادة ربح أستاذ المادة.

2- الطباعة الرديئة؛ كالخط الصغير مثل خط الصحف، وكتابة الكتاب كله بخط BOLD (والصواب كتابة العناوين فقط بهذا الخط)، وأخطاء هجائية مطبعية كثيرة جدا فى مواد حساسة للهجاء كمواد اللغات والمصطلحات العلمية.

3- سوء الأسلوب والإطالة فى السرد بلا داع.

4- تدوين أستاذ المادة بصفته مؤلف الكتاب آرائه الشخصية وإجبار الطلاب عليها كحقائق علمية لا آراء بصفته ممتحن المادة؛ كذكر أحدهم أن فوائد البنوك حرام شرعا.

5-الإعداد السيئ للكتاب؛ فقد يكون أستاذ المادة مستواه ضعيفا فينتج كتابا ضعيف المستوى أو به معلومات قديمة.

الكتاب العملى

لا بد أن يكون مع الطالب أطلس به رسوم توضيحية بدقة عالية بالألوان لا الصور المجهرية فقط لأن الصور المجهرية لا توضح التفاصيل مثل الرسوم التوضيحية.

ما يحدث حاليا أن الكتاب العملى يصدر فارغا واسمه كراسة العملى وعلى الطالب أنه ينقل الرسوم التوضيحية إما وراء الدكتور من على السبورة أو من الميكروسكوب.

ومثلا فى مادة كالهستولوجى ( علم الأنسجة) وهى مادة تعتمد على الرسوم التوضيحية؛ حيث يستنتج الطالب المعلومة من الرسم التوضيحى وأى خطأ بسيط فى أى رسم يؤدى إلى خطأ المعلومة فإذا كان شىء فى الرسم على شكل دائرة ورسم خطأ فى شكل بيضى فسيتعلم الطالب أن هذا الشىء شكله بيضى، ورسوم هذه المادة معقدة جدا

المعيد يرسم الرسوم على السبورة بصورة خاطئة وبالتالى ينقلها الطلاب بصورة أكثر خطأ

أنا كطالب أول مرة أتعلم رسمة معينة فكيف تجعلنى أنقلها وهى معقدة جدا بالتأكيد سأنقلها خطأ، ولأنى سأتعلم مما نقلته وسيكون ما نقلته مرجعى الأساسى فإنى سأتعلم خطأ.

الحل المقترح

أرى أن الحل هو توحيد الكتب الجامعية على مستوى مصر وتكليف لجنة متخصصة بإعداد الكتب وسحب سلطة الأستاذ الجامعى فى وضع الامتحان حتى لا يجبر الطالب على منهج محدد.

محمود عبد القادر

المحامى

المستشار القانونى لنقابة الإعلام الإلكترونى

عضو شبكة المحامين المصرية للدفاع عن الصحفيين والمدونين التابعة للمركز المصرى لدراسات السياسات العامة

عضو فخرى بدار ناجى نعمان الثقافية اللبنانية

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك